أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي المسلمين بتقوى الله قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}.
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن الله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن في عمله قال جلّ من قائل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}، موضحاً أن هذه الآية تطيب بها نفوس المؤمنين وتبشّرهم وتؤنسهم، ولم يطرق الآذان قول أطيب ولا ألذ ولا أزكى ولا أحلى من هذا الوعد والمؤمن يصدق وعد الله ويثق في عدله وعلى يقين بفضله.
وأفاد أن المجتمعات والأمم تئن من مظاهر فقد إحسان العمل المتمثل في إهمال الأعمال والتسيب في أوقات العمل وضعف الإنتاج وتضييع الأمانة وقلة النزاهة واتساع دائرة الفساد، فضلاً عن إحسان العمل وتسنّ لذلك التشريعات الحازمة والقوانين الصارمة ومع أهميتها نجد الإسلام جاء بمنهج رباني لا مثيل له وهدي نبوي لا نظير له يثمر العلاج الناجع والدواء الناصع ينبثق هذا المنهج من المعنى الإيماني العميق الذي يربى على الإحسان ويزرع الإيمان بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”.
وقال إمام المسجد النبوي: الإحسان إذا رافق المسلم في عبادته وصلاته وذهابه ومجيئه وقيامه وقعوده وفي مكان عمله سيصنع منه مسلماً صادقاً أميناً محسناً في صنعته متقناً في مهنته ومباركاً له في ماله وصحته وأولاده يحوطه حفظ الله وتغشاه رحمته ومحبته قال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.
وأضاف: القرآن حافل بنماذج من إحسان الله لمن أحسن ليرى المحسن المتقن في عمله أثر الإحسان وعظيم الجزاء وموفور العطاء من رب الأرض والسماء، وكيف يضيع لصاحب الإحسان إحساناً وهو يسمع كلام الله العظيم الكريم الرزاق: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَان}.
وأردف: لما نزل الملَك على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغار حراء قال لزوجه خديجة رضي الله عنها: “قد خشيت على نفسي”، فقالت: “أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق”، فلن يخزي الله من أحسن إلى مجتمعه ووطنه وأمته بأعمال الخير والبر.
وأكد أن هذه النماذج تبين أن الله يجازي من أحسن في عمله بما هو أفضل وأكمل وأشمل وأعظم: {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
وتابع في الخطبة الثانية بقوله: الإحسان في العمل هو إحسان من نفسك لنفسك، قال تعالى: {إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا}، قال بعض السلف ما أحسنت إلى أحدٍ وما أسأت، وإنما أحسنت إلى نفسي وأسأت إلى نفسي.
واختتم “الثبيتي” بالقول: بالتأكيد أن على المسلم أن يعلم أن إحسانه وفاء لنعم الله وشكره سبحانه وتعالى على ما من به عليه قال تعالى: {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}، ومن وسع الله عليه رزقاً أو مالاً أو جاهاً أو علماً فإن عليه أن يشكر الله على ذلك بصرفه في الطرق التي شرعها وقد شفع صلى الله عليه وسلم لمغيث لدى زوجته بريرة رضي الله عنهما وأمر أصحابه بالشفاعة فقال: {اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما شاء}.