الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد …
قال تعالى: { {مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها وَمَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} [النساء: 85]
في هذه الآية الكريمة بيان للفرق الكبير والبون الشاسع بين الساعي في أمور الخير والساعي في أمور الشر، فالساعي في أمور الخير المعاون عليها بجاهه وماله وجهده ووقته كالدعاء للمؤمنين والإصلاح بينهم، والإعانة فيما ينفعهم كعتق الرقاب، ومساعدة الفقراء، وكفالة الأيتام ونحوها من الأعمال الصالحة، موعود بأن له نصيب من أجور وثواب هذه الأعمال الخيرية الصالحة بحسب سعيه وبذله ونفعه بدون نقص لأجور من عمل بها، أما الساعي في أمور الشر المعاون عليها بجاهه وماله وجهده ووقته كالساعي بالنميمة والدعاء على المؤمنين والإعانة على ظلمهم، فعليه من وزر العاملين بها، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا، إذ إنه سبحانه وتعالى الشهيد والحفيظ والرقيب على ذلك كله، القدير على أن يجازي كل صنف بما يستحقه .