رمضان ضيفٌ عزيز

ضيف عزيز، ووافد كريم، على مشارف الحضور، تتشوف القلوب لرؤيته، وتتطلع النفوس إلى قدومه، وتشتاق له العيون، زائر حبيب على قلوب المؤمنين، يتباشرون بقدومه، فمن أحسن لقاءه فلح وفاز، وأشعل نورا في قلبه، والكل يرجو أن يُبلغه هذا الضيف، وينال منه الخير والبركة، وهذا الضيف هو شهر الخيرات والبركات، والطاعات والقربات، والصيام والقيام والتلاوات، والذكر والدعاء والمناجاة، شهر تنوعت وتعددت خيراته وبركاته، وعظمت مجالات أجوره، وقد كان النبي الكريم ﷺ يبشر رفاقه بمقدم هذا الشهر العظيم، ويبين لهم ما فيه من الفضل الكريم، ويحثهم على الجد والاجتهاد فيه، وقد قيل عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: “هذا رمضان قد جاءكم، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين”، فالواجب أن نفرح غاية الفرح، وأن نسعد لأقصى حد من السعادة، قال الله تعالى: ﴿قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون﴾، وعلينا معرفة قدره، ورعاية منزلته، والقيام بحسن وفادته.

وعلينا استثمار كل لحظة ممكنة في هذا الشهر، والإقبال على الله عز وجل، وما ضيع كثير من الناس الطاعة فيه، إلا بجهل منهم لقيمته ومكانته، وإلا لو عرف الواحد منا قدره لتهيأ له، واستعد له، وبذل قصارى جهده في سبيل الطاعة، والقرب إلى الله، وإقبال صادق، وتوبة نصوح.

وموسم رمضان فرصة للمذنبين، وباب مفتوح للمقصرين، للعودة إلى طريق الحق المستقيم، فالذنوب كثيرة، والتقصير وارد، وطلب المغفرة جسيم، قال ﷺ: “رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له”.

هذا الشهر اختصه الله تعالى عن سائر الشهور، شهر فيه الخير، ومنه الخير، وإليه الخير، شهر تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، ويعتق فيه كل ليلة من لياليه عتقاء من النار.

فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، وشد المئزر، وشمر عن السواعد، واستعد للملاقاة، وأحيي القلب، فالذنب فيه مغفور، والسعي مشكور، والمؤمن محبور، والشيطان مثبور، وهو ضيف مسؤول، من عند رب لا يزول، فهو سريع وعجول، قدومه ليس كذهابه، فأكرموا نهاره بصيامه، وليله بقيامه، واغتنموه بالطاعات والعبادات، وترك المعاصي والمنكرات، ولننسى فيه الخصام والمشاحنات، ولنتجاهل مختلف الأزمات، وندعو للجميع بالرحمات، ونتفاءل بالخير والبركات.

وأسأل الله أن يبلغنا هذا الشهر أجمعين، ويعيننا على الصيام والقيام يا رب العالمين، وأن يجعلنا من عباده المتقين، وأوليائه المقربين.

ودمتم سالمين ..

سامر المزي

مقالات سابقة للكاتب

4 تعليق على “رمضان ضيفٌ عزيز

غير معروف

بارك الله فيك …. اللهم سلم لنا رمضان وسلمنا لرمضان .

عبدالرحمن المزروعي

أحسنت …نعم ضيف عزيز فلنحسن ضيافته. موسم الطاعات وربيع القربات اللهم بلغنا شهرك الكريم ووفقنا فيه لكل عمل صالح رشيد . سلمت أناملك وبوركت كلماتك .

سمر المزي

ماشاءالله تبارك الله أبدعت أخوي👍..

غير معروف

ماشاءالله تبارك الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *