يتزايد الإقبال على شراء الأسماك بثول بصفة عامة غير أنه في هذه الأيام يكثر الطلب على الأسماك بشتى أنواعها.
وتعد “ثول” أحد أهم مصادر الأسماك على البحر الأحمر ، واشتهر أهلها بالصيد منذ القدم ، وتعتبر مصدراً هاماً في تغذية جدة ومكة المكرمة بالأسماك الطازجة بصورة يومية، وقد اشتهر سمكها بالجودة وله زبائنه الذين يتوافدون إلى ثول من عدة أماكن.
وقد ارتفعت نسبة المبيعات وكميات السمك المصدرة من ثول بنسبة ١٠٠٪ ، خاصة بعد دخول سوق الأسماك الجديد حيز التشغيل الفعلي منذ عام ٢٠١٢ م ، ويعتبر هذا السوق مركزًا لتسويق منتجات صيادي ثول من الأسماك الطازجة ، ويعد الأحدث من نوعه حيث روعي أثناء تصميمه إيجاد أماكن عرض للأسماك وحفظها ، وطريقة حديثة للصرف والتنظيف والتقشير والتقطيع ، ومعالجة لعملية التخلص من المخلفات ، إضافة إلى تخصيص أماكن لتفريغ وتحميل السمك مع توفير عدد من العربات للنقل اليدوي ، و توفر مواقف للسيارات ووجود دكة خاصة للمزاد (الحراج) ، كما يوجد عدد كافٍ من محلات بيع الأسماك وذلك من أجل تنظيم أكثر لعملية البيع داخل السوق ، حتى لا يشهد بيعاً عشوائياً لا يخضع لأدنى شروط الصحة والسلامة .
كما أنه سهل على الصيادين عرض منتوجاتهم وبيعها بجوار قواربهم ،حيث لاتزيد المسافة بين المرفأ ودكة الحراج عن 40 متراً ، وهذا جعل الأسماك تصل من البحر إلى يد المستهلك مباشرة وبعضها لازال حياً كما هو في الأسماك والاستكوزا .
صحيفة غران الإلكترونية قامت بجولة مصورة لسوق السمك القديم ، والتقت كبير الدلالالين العم “عبد الله عاتق السفري” ، وهو الوحيد الذي يمتلك مكتباً بسوق السمك القديم ..
العم “عبدالله” يحمل شهادة البكالوريوس من جامعة الملك عبدالعزيز ، و آثر العمل الخاص على الوظيفة ، وقد توجهنا له بالسؤال : منذ متى تمارس هذه المهنة؟ .. فأجاب : “أمارس هذه المهنة منذ 34 عاماً وقد ورثتها عن والدي رحمة الله عليه ، وكنت أعمل معه أثناء حياته فاكتسبت الخبرة منذ وقت مبكر“.
وعند سؤاله عن أنواع السمك التي تشتهر بها ثول ، أجاب قائلاً : “أهم أنواع السمك التي تشتهر بها ثول هي الناجل والهامور والشعور والحريد والبياض والجمبري والحبار ، غير أن الطلب على الناجل والهامور والجمبري أكثر من غيرها“.
وحول سؤال عن كمية البيع اليومي ، أجاب بأن متوسط مبيعاته اليومية يتراوح بين 280 إلى 300 شكة اليوم الواحد ، و عن تفاوت الأسعار قال العم عبدالله : “الأسعار تختلف باختلاف أنواع السمك وأوزانه فكل نوع له سعر خاص وكل حجم له سعر خاص“.
و عن زبائنه ذكر بأن له زبائن يقدمون إليه من مكة و جدة والمحافظات والمراكز المجاورة لها بصورة مستمرة للحصول على احتياجاتهم من الأسماك ، بالإضافة إلى استراحات السمك المنتشرة على طريق ثول .
هذا وتعد ثول مدينة بحرية حالمة وهي على أعتاب المدن العالمية ، وينتظرها مستقبل مشرق خاصة وأن بها أهم الجامعات المتخصصة في البحث العلمي على مستوى الشرق الأوسط والعربي ، وهي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا ، كما أنها تقع بين ثلاث مدن صناعية هي رابغ وجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية.
