لا ينكر أحد أثر الإعلام من سابق التاريخ وقبل تطور وسائل الاتصال والتواصل ، إذ كان الناس في الماضي يترقبون الأخبار ويقولون : “ويأتيك بالأخبار من لم تزود” ، “ويصبح الصبح والخبر يبان” ، وغير ذلك مما يشير إلى حرص الناس على تلقي الأخبار واستفادتهم منها .
ثم مع تغير الحياة وتعدد المجالات ونشر الضوابط وفرض القوانين ، وانتشار الثقافات وتعزيز القيم من عدل ، وحقوق ، وصدق ، وإنصاف ، ونظام … إلخ ، تطور اهتمام الناس بالإعلام وأكثر الإعلاميون مجالات الإعلام والنشر من مجلات ، وصحف ،ومواقع ،و قنوات ، وتطبيقات ، بل تحول الإعلام بنسبة ليست قليلة إلى دعايات تجارية ، وتسويق آراء ، وتلبيس مواقف أثواباً إيجابية ، وكسوة حالات سوداء بالبياض وأخرى قصباً لامعاً ، وفي الوقت نفسه هناك إعلام هادف صادق وحَذِر يحترم عقول الناس ، ويحرص على أخلاق الناشئة ، تقوده الأهداف النبيلة ، لايسير إلا في الضوء ، ولا يسلك إلا الطرق المستقيمة ، ونحن بين هذا وذاك نرى العجب!
الحديث يطول لكنني سأكرس الحروف وأقصر الجمل ، وأقول :
أيها الإعلامي .. ضع نقطة ، توقف وابدأ من أول السطر من جديد ، وضع على طاولتك وأنت تكتب ماتعنونه بـ (قيم الإعلام) وتسطر فيه ..
الإعلام رسالة ، الإعلام مصداقية ، الإعلام بناء ، الإعلام هدف ، الإعلام راية في الوطن ..
واقلب الورقة واكتب كذلك :
الإعلام ليس إثارة بلبلة ، ولا تضخيم أمور ، الإعلام ليس هجوم على مسؤول ليفقد الناس الثقة في المؤسسات الوطنية ، الإعلام كلمة خطيرة ومسؤولية كبيرة .. وإن كان هذا مجرد تلميح فإن الإعلامي تكفيه اﻹشارة ..
أما أولئك الذين اتخذوا من وسائل التواصل في حساباتهم من تويتر وفيس بوك وغيره ، سواء بأسمائهم المستعارة أو الصريحة ، فلا يضعوا نقطة بل ليقرعوا رؤوسهم بأجهزة جوالاتهم ويخاطبوا أنفسهم محذرين لها مما كتبت أيديهم ، فإن كان خيراً فهنيئاً لهم وإن كان من ذلك الهراء والسب والشتم والتعرض لأعراض الناس وإيذائهم ، فليعلموا أنهم أغرقوا أنفسهم في بحار لانجاة منها ، والكلمة مسؤولية .. رب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفاً ، وكم من كلمة أفسدت مجتمعاً ، وأزالت دولاً ، وأحرقت أوطاناً ، فليربؤوا بأنفسهم عن هذا .
فارس بن أحمد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب