وقال في خطبة الجمعة اليوم التي ألقاها بالمسجد الحرام: من المسَارِّ التي يُبتهَج بها ما تهنأ به أمة الإسلام من حلولِ شهر رمضان المبارك فهو شهر لا يُشْبِهُهُ شهر، مِن أشرف أوقات الدهر، شهرٌ عاطرْ، وفضله ظاهر، بالخيرات زاخر، شهر أشرقت في أفق الزمان العاتم كواكبه، وعادت -والعود أحمد- بسلامة الإياب أمجاده ومراكبه؛ لينضح أرواحنا اللَّهفى بالرَّوح والريحان، والازدلاف إلى المولى الدَّيان، وفَد ليُرهف أحاسيس البِرِّ في الشُّعُور، ومعاني الإحسان وبسْط الحبور، فتبرأ النفوس الشاردة الكزَّة من أثقال الحياة، وتتخفف من أوهاق المادة المعناة، هذا نسيم القَبُولِ هَبّْ، وهذا سَيْلُ الخير صَبّْ، وهذا الشيطان قد غُلَّ وتَبّْ صُفِّدَت فالنفس تدأب في قولٍ وفي عملٍ صومُ النهارِ وبالليلِ التراويحُ.