اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، المشاريع الكبيرة التي افتتحها أمس في ثول بمشاركة سبعة من الوزراء ، حافزاً لبناء نفس النموذج في كل محافظة في المنطقة ، بدءاً من رابغ والليث والقنفذة وأضم وتربة ورنية والخرمة وبحرة والجموم.
وأكد للحضور في الحفل الخطابي الذي أقيم بمناسبة تدشين المشاريع ليس هناك محال إذا أخلصت النوايا والأعمال ، وقال “استحث همم إخواني الوزراء بأن يفكروا بتطبيق هذه الفكرة لأنها نجحت (…) نستطيع أن نبني هذا الأنموذج بأقل التكاليف الممكنة ، كل ما علينا أن نجعل في كل مخطط مستشفى ومجمعاً صحياً وملاعب ومركزاً اجتماعيا وغيرها من المنشآت“.
وأوضح أنه لا يستطيع وصف فرحته بهذه المشاريع، “والتي كانت حلماً بالنسبة لي ليس لأنه مستحيل ، ولكن لأنه مشروع نفذ على دراسة تحت إدارة واحدة وبإتقان وبسرعة مذهلة ، توحدت الجهود فجاء الإنجاز الكامل ، وتوحدت الإدارة فكان العمل سهلاً وميسراً ومتقناً“.
وتذكر بدايات مشروع الجامعة ، وقال “ من الوفاء، أن نتذكر الرجل الذي فكر وقرر ونفذ مشروع الجامعة وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، ذلك الرجل الذي لم يعرف المستحيل في خدمة المواطن والارتقاء بالمستوى ، ذلك الرجل الذي تشرفت بخدمته سنوات عديدة وتعلمت منه الكثير ، وأتذكر ذلك اليوم العظيم الذي افتتح فيه هذه الجامعة (…) ، وشرحت له رحمه الله حالة ثول واقترحت تطويرها وتنميتها ، فقال للوزير علي النعيمي ادرسوا تطوير ثول ونفذوا وها هي الثمرة التي نقطفها اليوم“.
وأوضح وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله المهندس علي النعيمي في كلمة الجامعة ، أن استراتيجية هذه المشاريع التطويرية ، بنيت على جملة أهداف ، تأخذ في الاعتبار تجاور الجامعة والمجتمع المحلي الذي يحيط بها ، بحيث يمكن تطوير وتكوين بيئة عمل وحياة كريمة ، تقوم على تبادل المنافع ، وتوفر فرص التنمية المستدامة للمنطقة ، التي تنعكس فوائدها على الطرفين.. الجامعة والمجتمع .
وأكد أن “خطة تطوير طويلة المدى لثول، وتلبية احتياجات بنيتها التحتية ، وإيجاد فرص استثمار لأهلها ، وفرص عمل لأبنائها ، والحفاظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية ، هي مجمل الأهداف التي شكلها فريق العمل عند وضعه اللبنة الأولى من لبنات برنامج تطوير ثول“.
واستحضر وزير الصحة رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح ، في بداية كلمته ، مقالاً قديماً للأمير خالد الفيصل، وقال : “لقد نحتت في ذاكرتنا كلمتكم عند افتتاح جامعة العلوم والتقنية عام 1431 ، بقولكم العالم الأول على أرضنا فماذا نحن فاعلون؟ ، ومنذ ذلك الحين لم يغادر تفكيرنا حجم التحدي لبناء الحاضر والاستعداد للمستقبل“.
وأكد أن المملكة يقودها اليوم من صنع نهضة عاصمتها من قبل ، ومن تمتد يده الكريمة بالتطور والرقي إلى كل أنحائها الآن ، ويأخذ بها المجلس الأعلى للاقتصاد والتنمية ، تحت رؤية خادم الحرمينِ الشريفين ، إلى تحقيق كل عناصر التنمية التي تحقق لها الازدهار ، ولا يقود إلى هذا الازدهار مثل المعرفة والتعليم ، وما نراه في ثول يطمئننا أن عناصر العالم الأول قد وصلت إلى هنا“.
وكان الأمير خالد الفيصل قد وصل صباح أمس إلى جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية واجتمع مع رئيسها وقياداتها وعلمائها ثم تفقد مرافقها قبل أن يذهب إلى ثول ، ليفتتح سبع مدارس للبنين والبنات ومجمعاً طبياً يحتوي على عيادات تخصصية و 5 مساجد يتقدمها جامع عمر بن الخطاب الذي يتسع 1500 مصل ، فضلا عن مشاريع تصريف السيول وافتتاح منتزه ثول الحضاري الذي يحوي ملاعب أطفال وسوقا تراثياً ومطاعم وقاعات احتفال ومساحات خضراء للتنزه.
ونظمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية حفلاً كبيراً بهذه المناسبة في قاعة المناسبات الكبرى في المركز الحضاري بثول ، قدمت من خلاله عرض فيديو مدته 12 دقيقة عنونته بـ “تطوير الإنسان وتنمية المكان” ، اختزلت فيه كل هذه المشاريع التي افتتحت أمس.
وتجول الأمير خالد الفيصل في معرض الأسر المنتجة واستمع إلى شرح مفصل من الوزراء عن كل مشروع وشاهد المشاريع على الطبيعة.
حضر المناسبة من الوزراء كل من الدكتور صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم ، المهندس عبداللطيف آل الشيخ وزير الشؤون البلدية والقروية ، الدكتور ماجد القصبي وزير الشؤون الاجتماعية والمهندس عبدالله المقبل وزير النقل .