اليوم الأربعاء 1443/7/22هـ حيث سيتوافد الأدباء والمثقفون لاجتماع (وادي عبيثران الثقافي) في يومهم الأول حيث يُستضافون في مركز (البير) عند أولاد عبدالرحمن الحيدري في مزرعتهم العامرة للتجمع وتناول طعام الغداء، وعصراً يتناولون القهوة في مزرعة الأستاذ المؤرخ عبدالرحمن بن إبراهيم الحيدر، وسماع محاضرة عن تاريخ ثادق والمحمل وما حولها!! وذلك حسب الجدول والبرنامج المعد سلفاً والمطبوع في نشرة مختصرة تعريفية والمرسل إلى جميع الأدباء والمثقفين المشاركين في الزيارة الثقافية عن محافظة ثادق ومراكزها وشيء من تاريخها.
وقبل ذلك كله تفضل علينا الدكتور عبدالله الحيدري وأخذنا في جولة صباحية للتعرف على (البير) و(الصفرات) و(ثادق) قبل أن يصل الأدباء والمثقفون قبيل ظهيرة هذا اليوم المبارك. وكنا – في البدء – ثلاثة (أنا والشيخ أحمد النزاوي ودليلنا الدكتور عبدالله الحيدري) ثم انضم إلينا بعد حين الدكتور سعد الرفاعي والشاعر ماجد الجهني فزرنا القرية الطينية/التراثية (البير القديمة) ومزارعها المجاورة، وتجولنا في الحي الطيني فشاهدنا باب الدخينية وباب المنيزلة، وحي الضليعة، ومدرسة البير الابتدائية التي تأسست عام 1374هـ، وأفادنا الدكتور عبدالله أن اسم هذه القرية منسوب للبئر التي تتوسط هذه القرية والبرك المائية التي يحيط بها وادي أبو فحيحيل ووادي أبا السدر، وشاهدنا بقايا بيت أسرة الحيدري القديم الذي بُني عام 1389هـ وانتقلوا منه إلى البيت الجديد عام 1415هـ، ووقفنا على بلاد/ (مزرعة) الختروشية التي تنسب إلى (الختارشة) من سبيع الذين استوطنوا هذه القرية قديما. كما وقفنا على منطقة شبه صحراوية تسمى (الجردة)، وفيها أستقبل الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم كان أميرا ًعلى الرياض عام 1392هـ ومررنا – كذلك – بوادي (أبا السدر) لكثرة أشجار السدر فيه!! والذي بُني عليه سٌّد لحجز المياه وقت السيول والأمطار!! كما شاهدنا في (البير القديمة) المستوصف القديم، وبئر العضيبية التي يقال إنه سقطت فيها فتاة جميلة وماتت رحمها الله، وقد ذكرتنا هذه القصة بالطفل المغربي (ريان) الذي سقط في بئر مكشوفة وظل لمدة خمسة أيام انشغل فيها الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي في شهر يناير وفبراير مطلع هذا العام 2022م!! ثم انتقلنا إلى قرية الصفَّرات التي تضم أربع قرى تمتد على طول الوادي الذي يحمل اسمها وهي: قرية الصفَّرات العليا، وقرية البلاد الوسطى، وقرية الجو، وقرية الحسيان. وهي منازل قديمة متفرقة ومزارع على جنبات الوادي..وقد أعدت الدولة حفظها الله، مخططاً جديداً في أسفل الوادي انتقل إليه أغلب الأهالي وتحولت القرية القديمة إلى استراحات ومضافات تراثية ومزارع يعودون إليها في الأعياد والإجازات. ومن أهل هذه البلدة الشاعر الشعبي المعروف عبدالله بن علي بن صقيه التميمي صاحب الملاحم الشعرية التي بلغت 8 دواوين مطبوعة يمجد فيها قبيلة تميم، وله كتاب: بنو تميم في بلاد الجبلين المطبوع عام 1401هـ – كما يقول دليلنا سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله الحيدري!!
وفي هذا السياق الرحلاتي توجهنا إلى (ثادق) للاطلاع على بعض معالمها وتراثياتها، فشاهدنا المساكن القديمة وبقايا السور وحي الرميلة التراثي وهو من الأحياء القديمة، وسوق ثادق القديم المعروف بـ(الحوش)، ومتحف قصر الجماعة – الذي كان مقراً للحاكم الإداري – وهو قصر تراثي أعيد ترميمه ليصبح على شاكلة القصور التراثية في عسير أو نجران، وقد اعترض عليه بعض الأهالي لأن ذلك لا يمثل الأسلوب والطراز المعماري التراثي لمنطقة نجد وخاصة محافظة ثادق وما جاورها ويطالبون بإعادة الترميم!!
كما شاهدنا الباب الشرقي لمدينة ثادق القديمة والباب القْبلي/ الغربي، وعن بعد شاهدنا جبل قارة ابن عمار الذي سنفصل الحديث عنه فيما بعد وجبل قارة فارس (الذي يتزين بلوحة مكبرة لعلم المملكة العربية السعودية بلونه الأخضر والسيف المسلول!!) وهما جبلان يخترقهما و يتوسطهما الشارع الرئيس طريق الملك عبدالعزيز الذي تقع عليه أغلبيه المباني الحكومية من إدارات وهيئات ومراكز وخدمات.
وفي الحلقة القادمة نكمل لكم الحديث عن ثادق إن شاء الله.
الحلقات الماضية :
الحلقة الأولى : يوم التأسيس وملتقى عبيثران الثقافي
الحلقة الثانية : وادي (ثادق) الكرم والضيافة