يوم الإهداءات

ولما آذن الظهر بالاقتراب عدنا إلى (البير) حيث مزرعة آل الحيدري بانتظار الضيوف من الأدباء والأهالي والأعيان الذين بدأوا يتوافدون وكان آخرهم سعادة الدكتور حسن الهويمل الذي شاركنا محطة الغداء واللقاء الأدبي/ الثقافي/ الاجتماعي في دارة الكرم والجود لأبناء عبدالرحمن الحيدري (يرحمه الله) وبنو العمومة من آل حيدر حفظهم الله جميعاً.وقد أكرمونا – بعد مائدة البطون – بمائدة العقول/ إهداءات من الكتب التي ألفها صديقنا الدكتور عبدالله الحيدري وغيره من آل حيدر الميامين وبعض الزملاء الذين أحضروا كتبهم للإهداء.

وسأقف – هنا – وقفة مختصرة مشيرة وإلماحية إلى كتابين استأثرا باهتمامي العاجل أثناء هذه الزيارة الثقافوية إلى ثادق وما حولها.. وهما: مجلة آل حيدر العدد 25 رجب 1443هـ، إذ إن فكرة إصدار مجلة سنوية خاصة بالأسرة – فكرة مرموقة وسامية إذ تعبر عن التلاحم والتكاتف الأسري الذي يتضح من خلال: صندوق الأسرة التكافلي، والاجتماعات الدورية للأسرة المتوزعة في أنحاء نجد، والتي بلغت 36 اجتماعاً حتى عام 1443هـ والمخطط لها لاحقاً حتى العام 1446هـ، وهذا عمل مؤسسي يدل على التخطيط والاستماررية والروح الجماعية. والمجلة دسمة ومليئة بالمعلومات والمقالات والأخبار عن هذه الأسرة وإنجاازتها، ولعل المقالة التي أثارت انتباهي مقالة الأخ الدكتور عبدالله بن محمد الحيدري، تسويق عائلة آل حيدر (ص 42-44) لتصبح علامة دالة ومحفزة ومشجعة لأفراد الأسرة انتماء واحتفاء وإنجاز. يقول في ختام المقالة: “فيجب على تجار العائلة/ يعني الحيدري/ آل حيدر ورياديي الأعمال الذين يستخدمون اسم العائلة في تجارتهم أن يأخذوا بعين الاعتبار هرم كلير (بروفيسور في التسويق).. ليرفعوا اسم العائلة ويستخدموه بالشكل الصحيح والمناسب الذي يعود عليهم بالنفع وعلى من يفكر باستخدام الاسم في الأجيال القادمة”.

ولتقريب الصورة والفكرة أكثر، يضرب مثلاً بعوائل غربية وسعودية اشتهرت منتجاتها باسم العائلة مثل: عائلة (مارس) وعائلة (تويكس) و(تويوتا) و(ديزني) و(الراجحي)و (الزامل)و (الطيار)و (السبيعي)!!

وهي مقالة رائعة وفكرة رائدة، وتوظيف جميل للتخصص التسويقي لدعم المشاريع والتجارة الخاصة بآل الحيدري التي تنطق المجلة باسمهم!!

وثاني الكتب التي استأنست به وشدني إلى قراءته وفحصه والإفادة منه هو: فن صياغة التغريدات ومقالات أخرى لكاتبه الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الحيدري الصادر عن دار الانتشار في طبعته الثانية عام 2018م. وقد لفت نظري حداثة القسم الأول عن الإعلام الجديد- وأنا أسميه المعاصر – حيث أفرده لـ(فن التغريدات) أخطاؤها، وفن صياغتها، ومجموعات الواتس وفي كل هذه المقالات جهد معاصر لتقويم وتقييم هذا الفن الإعلامي الأدبي/ الثقافي/ المعاصر (الجديد).

ولعلي أختم هذه المحطة بالإشارة إلى أن الدكتور عبدالله الحيدري مثقف طلعة منذ باكورة شبابه، مثقف منتج له حراك إعلامي وأدبي كبير بدأ في تجميعه وتهذيبه وانتقاء ما يمثل وحدات موضوعية متماثلة فيصدرها في كتاب فأخرج لنا مثلاً:

* أطياف شعبية عام 1413هـ وهو عنوان زاوية لمقالات أسبوعية نشرها في جريدة اليوم.

* هوامش على الكتب عام 1439هـ وهو عنوان زاوية لمقالات أسبوعية في جريدة المدينة المنورة.

*نظرات وشذرات عام 2018م وهو بحوث ومقالات وحوارات في السيرة الذاتية.. نُشرت في الصحف والمجلات.

*إضاءات في أدب السيرة..عام1427هـ وهو بحوث ومقالات وحوارات نشرت في الصحف والمجلات.

ولايزال في الجعبة الكثير والكثير ما شاء الله لا قوة إلا الله. وقد سعدت بصحبة هذه الكتب ومدارستها بشكل إجمالي وفي النية العودة إليها قارئاً ومتفحصاً ومستفيداً وناقداً ومعلقاً بشكل أكثر تفصيلاً (إن شاء الله العزيز الرحمن)!!

وبعد هاتين المائدتين/ الوجبتين (البطنية والعقلية) بدأ الاستعداد للبرنامج الثاني من هذا اليوم الأربعاء 7/22، ففي فترة العصر توجهنا – مجموعة الأدباء والمثقفين ورؤساء الأندية الأدبية/ ضيوف ثادق – إلى مزرعة المؤرخ الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم الحيدر في مركز (البير) – وهي ليست بعيدة عن مزرعة أبناء عبدالرحمن الحيدري – حيث تناول الجميع القهوة واستمعنا إلى محاضرة من مضيفنا عن تاريخ ثادق، وعرفنا فيها أن هذه المدينة القرية/ البلدة تنتمي إلى إقليم (المحمل) أحد الأقاليم النجدية وتشكل قاعدة الإقليم وأنها عمرت في العام 1079هـ – على قول بعض المصادر التاريخية – وتشتهر بالعلم والعلماء ومناصرة الدعوة الوهابية/ الإصلاحية وبلغ النشاط العلمي أوجه في القرن (13هـ) ولكثرة العلماء فيها احتلت المدينة المرتبة الثانية بعد الدرعية، ومن هؤلاء العلماء من برز في التاريخ والفتاوى الدينية والعلم الشرعي.

وقد أعجبني المحاضر بسعة علمه وشاعريته الشعبية ونشاطه المجتمعي فهو من الرواد المؤثرين وأصحاب المبادارت المقدرة وعضو المجلس المحلي بالمحافظة ورئيس رابطة ثادق الخضراء المهتمة بنشر الوعي والمشاركة المجتمعية في تنمية الغطاء النباتي وحفظ الغابات من التصحر والرعي والاحتطاب الجائر بالمحافظة ومراكزها.

وهانحن على مقربة من نهاية هذه المحطة التي عرفتنا على آل الحيدري/ الحيدر وعلى مزارعهم واستراحاتهم وكرم وفادتهم. كما تعرفنا على نشاطهم المبهج ودورهم المجتمعي على مستوى المركز (البير) وعلى مستوى المحافظة (ثادق)!!

فشكراً (آل حيدر) طاب يومٌ …… قضيناه على أنسٍ وطيب

لقينا عندكم آيات فضلٍ ….. كفوف ندى على غصنٍ رطب

وعلماً بالقوائم والقوافي …. وأخبار الاباعد والقريب

لكم مني التحايا صادرات … على فننٍٍ من الشعر الطريب

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة من رحلتنا الثقافية

الحلقات الماضية :
الحلقة الأولى : يوم التأسيس وملتقى عبيثران الثقافي
الحلقة الثانية : وادي (ثادق) الكرم والضيافة
ملتقى وادي عبيثران الثقافي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *