وبعد سويعات العشاء، توجه الجميع إلى مقر السكن حيث المبيت والاستراحة استعداداً لصباح جديد وبرنامج أكيد!!
لكن رفاق الشقة الفندقية أبوا إلا بعد ممارسة رياضة المشي في ممشى قريب من السكن يطل على جزء من وادي عبيثران الممتد من الشمال إلى الجنوب وتقع (ثادق) في منتصفه تقريباً وقد شاركنا الزميل أحمد النزاوي، والدكتور ناصر الحميدي، وقابلنا في الممشى كلاً من الدكتور عبدالرحمن العتل والدكتور نايف الرشدان، ودارت بيننا ملاطفات ومحاورات ومثاقفات أضحكتنا وأبهجتنا وأسعدتنا وأفادتنا، حيث كانت من الحكاوي [خارج الصندوق] مثل قصة السفير الباكستاني الذي ُرفض في دول الخليج بسبب اسمه الغريب والمثير وإسقاطها على مواطن باكستاني قدم لمطار الرياض فرفض موظف الجوزات دخوله حتى يغير اسمه!! نقلاً عن الدكتور نايف الرشدان أضحك الله سَّنه [مع التعديل الطفيف عليها].
وفي هذا السياق (الرياضوي) كان (المشي) برنامجاً صباحياً بعد صلاة الفجر جماعة في المسجد المجاور، ومسائياً بعد العودة للسكن في آخر الفعاليات!! وفيه أَنْسَنا برفقة بعض المهتمين بهذه الرياضة من الأدباء والمثقفين.
ومن المحطات الجميلة التي تدَّون في سجل الذكريات ما حصل معنا في مقر السكن حيث أذكر أنهم وزعونا كل مجموعة في شقة مكونة من ثلاث غرف واحدة بسرير مزدوج، وغرفتين في كل منهما سريران منفصلان ويفترض أن يسكنها خمسة أشخاص!!
ولكن الشقة التي جاءت من نصيبنا (أنا وزميلاي سعد الرفاعي وأحمد النزاوي) جعلتنا نستأثر بالأِّسَّرة كلِّها ولم نقبل أن يشاركنا أحد حتى فوجئنا في آخر الليل بمجيء الزميلين الدكتور ناصر الحميدي والدكتور عبدالله الزهراني فتوزع واحد في غرفة أحمد النزاوي والثاني في غرفتي!! وكانت رفقة مباركة ميمونة أسعدانا وأضافا للجمال الأخوي جمالاً ثقافياً وأدبياً!! وأما ثالثنا سعد الرفاعي فقد ظل مهيمناً ومنفرداً بغرفته ذات السرير المزدوج!!