غران بالم

منذ فترة طويلة و أنا بعيد تماماً عن تطورات مشروع المستودعات الذي صار يروج له في الفترة الأخيرة بغير إسمه ، و الذي يهم جميع أهل ديرتي الغالية و ربما المحافظة بأسرها ، وفي خلال سُباتي الشتوي المعتاد الذي أصبح لايكاد يفرق بين الفصول ، وقعت عيناي على فيديو ترويجي لهذا المشروع حقيقة ذُهلت بما شاهدت و سمعت لدرجة أني تخيلت أن نخلةً أخرى ستنشأ في ديرتنا على غرار ( THE PALM ) في دبي مع إني حملت هم من يوبرها ! ، وتبادر إلى ذهني أن الذي صمم المشروع هو مكتب المعماري ( WOHA ) المشهور بمشاريعه الصديقة للبيئة ( مشاريع خضراء ) ، و الذي صمم الفندق الحديقة في سنغافورة ، وصرت أحلم بهذا المشروع الاستراتيجي لدرجة أنني أعددت السيرة الذاتية رغبة في الحصول على وظيفة مدير المستشفى بحكم التخصص ، وتجولت بسيارتي في هذه الروضة الغناء الفواحة بأجمل العطور الباريسية المستحضرة من روائح المستودعات و ربما دخان المصانع و المركزة بعوادم الشاحنات .
وأنا في جولتي مررت بجوار مقرات الدوائر الحكومية ، ولفت انتباهي مبنى البلدية و مقر المجلس البلدي ( ترى مانسيناكم ) الذي صمم بإبداع متناهي على شكل سمكة ( هامور ) .

و فجأة و أنا مستغرق في حلمي و إذا بصوت المنبه الذي حسبته منذ الوهلة الأولى أنه صوت بوري شاحنة ( عشت جو المشروع ) ، و بعد طول تكرار تأكدت أنه المنبه المزعج ماغيره الذي دائماً يُفسد علي اللحظات الجميلة و كأنه حاسدني ، و قمت من سريري متثاقلاً كالعادة و بعد أن شربت قهوتي و بدأت أستجمع قواي العضلية و العقلية استعرضت الفيديو من جديد ، و حينها جزمت أن الموضوع برمته ماهو إلا فن من فنون التسويق التي يلجأ لها التاجر بعد كساد بضاعته ، أو ربما تكون برنامج انتخابي لمرشح لن يجد من يرشحه سوى ظله . 

ومضة :
تربط هل المعروف عادات و سلوم ** وأهل المصالح ماعليها ملامه
 
ياصاحبي غالين صاروا لنا خصوم ** وكلٍ على مبداه غير نظامه

ماجد حامد الصحفي

مقالات سابقة للكاتب

5 تعليق على “غران بالم

سامح أبو جمان

لله درك، ما أفصح لسانك وأبلغ بيانك، قدمت الفكرة في قالب ساخر جميل قلّ من يحسنه.

كلنا يقين بأنه ” سيهزم الجمع ويولون الدبر” وسيوسم بالخزي والعار كل من دلّس ولبْس على المسلمين أمرهم، وفي هكذا أمر تتمايز الصفوف وتتباين المواقف ليُبين اللهُ لعباده الخبيث من الطيب.

ابو ملاك

مبدع ابو بتال
حتى وأنا أقرأ المقال لم أصدق أنك تحلم
(ذكرني هذا المشروع بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم بحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسكيك إما ان تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثه )

ابا زكريا المخدوم

ماشاء الله اُسلوب بليغ وشيق

د حمزة المغربي

لا فض فوك، ما أحوج محافظتنا أن تهنأ بصفائها و نقائها و بهائها، صفاء لا يعكره كدر و نقاء لا يلوثه أثر و بهاء لا يطمسه بطر، و ليكتمل هذا الهناء يتحتم علينا جميعاً أن نضفي على هذا الصفاء صفاء في سريرتنا و لهذا التقاء نقاء في قلوبنا و لهذا البهاء بهاء في محيانا، عندئذ يتحقق هدف استراتيجي لمحافظتنا “خليص بلا تلوث”،مع إشراقة كل يوم ننعم بنسمات الصبح تبعث فينا الأمل، و ننعم بذكر الله بسلو قلوبنا و تسبيح الطير يطرب آذاننا، فلا ضجيج يزعجنا و لا دخان يكتم أنفاسنا، و لا سموم تسيء لصحتنا و لا خبث يتراكم و يفسد تربتنا التقية، و لا أرتال حديد تطمس بهاء بلدتنا، دورنا جميعا في حفظ و صون بيئتنا و صحة و سلامة أبنائنا و أجيالنا القادمة

ماجد حامد الصحفي

شاكر للجميع تفاعلكم مع المقال وتعليقاتكم التي أثرت الموضوع لاعدمتكم
أبو جمان مانقدمه قلبل مع كثيركم
أبو ملاك دائماً إيجابي في طرحك ودعمك لكل مايهم الديرة وأهلها الشكر لايوفيك حقك
الدكتور يحيى مانقدمه وردة من بستانك الذي أظلنا سنين ولايزال
الدكتور حمزة المغربي لايستغرب الطيب والوفاء من أهله
كما عهدناك دوماً مع الحق ولاتخشى فيه لومة لائم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *