منذ فترة طويلة و أنا بعيد تماماً عن تطورات مشروع المستودعات الذي صار يروج له في الفترة الأخيرة بغير إسمه ، و الذي يهم جميع أهل ديرتي الغالية و ربما المحافظة بأسرها ، وفي خلال سُباتي الشتوي المعتاد الذي أصبح لايكاد يفرق بين الفصول ، وقعت عيناي على فيديو ترويجي لهذا المشروع حقيقة ذُهلت بما شاهدت و سمعت لدرجة أني تخيلت أن نخلةً أخرى ستنشأ في ديرتنا على غرار ( THE PALM ) في دبي مع إني حملت هم من يوبرها ! ، وتبادر إلى ذهني أن الذي صمم المشروع هو مكتب المعماري ( WOHA ) المشهور بمشاريعه الصديقة للبيئة ( مشاريع خضراء ) ، و الذي صمم الفندق الحديقة في سنغافورة ، وصرت أحلم بهذا المشروع الاستراتيجي لدرجة أنني أعددت السيرة الذاتية رغبة في الحصول على وظيفة مدير المستشفى بحكم التخصص ، وتجولت بسيارتي في هذه الروضة الغناء الفواحة بأجمل العطور الباريسية المستحضرة من روائح المستودعات و ربما دخان المصانع و المركزة بعوادم الشاحنات .
وأنا في جولتي مررت بجوار مقرات الدوائر الحكومية ، ولفت انتباهي مبنى البلدية و مقر المجلس البلدي ( ترى مانسيناكم ) الذي صمم بإبداع متناهي على شكل سمكة ( هامور ) .
و فجأة و أنا مستغرق في حلمي و إذا بصوت المنبه الذي حسبته منذ الوهلة الأولى أنه صوت بوري شاحنة ( عشت جو المشروع ) ، و بعد طول تكرار تأكدت أنه المنبه المزعج ماغيره الذي دائماً يُفسد علي اللحظات الجميلة و كأنه حاسدني ، و قمت من سريري متثاقلاً كالعادة و بعد أن شربت قهوتي و بدأت أستجمع قواي العضلية و العقلية استعرضت الفيديو من جديد ، و حينها جزمت أن الموضوع برمته ماهو إلا فن من فنون التسويق التي يلجأ لها التاجر بعد كساد بضاعته ، أو ربما تكون برنامج انتخابي لمرشح لن يجد من يرشحه سوى ظله .
ومضة :
تربط هل المعروف عادات و سلوم ** وأهل المصالح ماعليها ملامه
ياصاحبي غالين صاروا لنا خصوم ** وكلٍ على مبداه غير نظامه
ماجد حامد الصحفي
مقالات سابقة للكاتب