مثلما دخلنا وادي عبقر عن طريق شكيل ومصهلل نستأذنهما – ومعها حبة خشم فهم المعازيب – الاختيار بين أمرين- والكلام لكافة المتابعين لوادي عبقر -إما الاستمرارية مع سلامة الذوق ونبذ العنصريات ومرونة النقد البنّاء أو التوقف النهائي ، لأننا بهذا الأسلوب سنعرقل مسيرتنا ونضل عن هدفنا المنشود.
رئيس التحرير سلّمه الله الأستاذ أحمد الصحفي شرفني بالكتابة في الصحيفة وأنني لسعيد بهذه المناقشة والحوار الممتع بين المعلقين على موضوع وادي عبقر لكي نستفيد -وأنا أولهم -فكل إنسان يخطيء ويحتاج من ينقد عمله ويوضح له جوانب النقص لأن كل عمل بشري يعتريه الخطأ وقابل للنقد لكن علينا أن نتجنب التعرض لشخص الكاتب وننظر للعمل الأدبي بشكله ومضمونهً.
وبالنسبة لنظم الشعر فكما قال الجاحظ : ” المعاني مطروحة في وسط الطريق يعرفها العربي والعجمي والحضري والبدوي و أنما الشعر صياغة وضرب من التصوير ” ولسنا في صدد شرح نظرية النظم . ولكننا نشاهد البعض على سبيل المثال عندما يكتب القصيد تجده يرص الالفاظ وكأنه يرص صناديق بعضها على بعض ،إذ اللفظ والمعنى تؤمان المعنى سابق اللفظ واللفظ خيار للشاعر بين المترادفات والسياق هو الحكم فيختار ما يشاء، والكل منا يدعي الكتابة ولكن فرق بين كتابة النظم فهو مستوى عالٍ من الكلام إذ يأتي في المرتبة الثالثة بعد القرآن الكريم والحديث النبوي ومستوى الجودة يتفاوت فالشعراء طبقات وكتاب المقالة طبقات – وأنا أقلهم درجة – والميزان هو التأثير ، فمن يستطيع أن يصور ويبدع ويجعل القاريء يتأثر بتجربة إنسانية فيها عاطفة وفكرة ولفظ يعدل المعنى.
نرجع “لنظرية النظم” واذا لابد فإنني استعين بأستاذي الغالي الدكتور دخيل الله الصحفي يطربنا بشروحاته في البلاغة وخاصة نظرية النظم في أطروحات بلاغية ونظرات في الأدب -عبر صحيفة غران- ونحن في حاجة لشروحاته له مني ولكم جميعا أطيب التحايا وكلمة أخيرة لشكيل ومصهلل اشكركما على روحكما الطيبة وننتظر اعمالكما الشعرية ولكم تعظيم سلام .