يعلم الله أني أكتب هذا المقال والعبرة تخنقني عندما عرفت قصة إحدى بناتنا من منطقتنا كانت تعمل في إحدى الشركات في قسم خدمة العملاء للرد على اتصالات العملاء الهاتفية وكانت تتكلم معهم بحشمة وأدب وبطريقة جادة إلا أنه تم ابلاغها أن أسلوبها هذا لا يصلح وأنه يجب عليها أن تلين وتتلطف في الكلام مع العملاء لأن الشركة يهمها أن تكسب العميل ولأنها حرة قد تربت على العفاف والشرف لم تستجب ولم ترضخ لهم فتم فصلها.
من خلال هذه الحادثة الحقيقية ندرك مدى الخطر الذي يداهمنا كمجتمع ونحن للأسف سادرون في غفلتنا وسباتنا ولا ندرك حجم التغيير الذي يسعى له التغربيون ويعملون من أجله ليل نهار.
دخلوا علينا من باب أن مشاركة المرأة ضرورية للتنمية ولإقتصاد البلد وأن المجتمع نصفه معطل ونحن نعلم أن نصف شبابنا معطل دون عمل وهم يسعون لعمل المرأة!! هذه حججهم الظاهرة ولكن أهدافهم الشيطانية هي فرض الاختلاط ونزع الحجاب وكسر حاجز العفاف والحشمة لدى نسائنا وقد مشى معهم من في قلبه مرض جاؤوا لنا بطريقة الناصح الأمين الحريص على مقدرات الوطن وأقسموا لنا أنهم ناصحون حريصون علينا … وهذه ليست حيلة جديدة بل سبقهم بها إبليس منذ أمد بعيد حينما أسدى نصيحته الشيطانية لأبويناكما ذكر الله تعالى عنه في القرآن الكريم : ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ).
فهولاء لو كانوا ناصحين لسعوا بنفس الحماس والاندفاع لتوظيف الشباب من الذكور !!
ومن خلال التجربة التي مررنا بها في السنوات الماضية منذ قرار توظيف المرأة في الشركات والمؤسسات الخاصة اتضحت الصورة الحقيقية وانكشفت أهدافهم ومقاصدهم التي لم تعد خافية على ذي لب.
دعونا نعدد بعض الأهداف التي نجحوا (إلى حد كبير) في تحقيقها من خلال برنامج التوظيف والتي منها :
1. نزع طائفة من بنات ( الحمايل) حجاب الوجه
2. انتشار الاختلاط في كافة المستشفيات من السعوديات.
3. وجود الاختلاط في بعض مراحل كليات الطب.
4. البدء تدريجياً في الاختلاط في المؤسسات والشركات الخاصة.
5. الاختلاط في الاعلام (صحافة وتلفزيون) مع كشف الوجه وإلقاء العباءة .
6. اقرار التعليم المختلط في الصفوف الدنيا للمرحلة الابتدائية في بعض المدارس .
7. مشاركة المرأة في التمثيل الرياضي في المحافل الدولية.
وهذا مجرد غيض من فيض..
والآن نأتي للحلول….
إنني إرى أنه يجب علينا جميعاً كمجتمع إسلامي محافظ التصدي لخطط هؤلاء المسعورين الذين يريدون صدع وهدم جدار العفة والحشمة والحياء كل حسب استطاعته :
1. يجب على العلماء و طلبة العلم والدعاة زيادة جرعة النصح والتوجيه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2. التنبيه المبكر قبل فوات الآوان وأخذ العبرة من تجارب التحرر والتغريب في البلدان المجاورة
3 فضح خطط التغريب ودعاته وبيان أهدافهم الشيطانية.
4. تعريف الناس بنهاية التحرر بذكر قصص من الواقع الأليم في الغرب وفي الدول العربية التي سبقت في هذا المجال.
5. زرع الوازع الديني في قلوب فتياتنا وتذكيرهم بهذا الخطر القادم.
6. نصح المسؤولين وأصحاب القرار .
7. وأخيراً على كل أب أن يتقي الله وأن لا يسمح لابنته بالعمل في بيئة مختلطة أو مجال فيه تواصل مع الرجال بالهاتف أو غيره وليعلم أنه راع ومسؤول أمام الله عن رعيته وأن المال زائل والإثم باقٍ.
وختاماً أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ أعراضنا وبلادنا ممن يريد هدم قيمنا وديننا ويجعل كيده في نحره وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.
خالد بن حميدان الصحفي
مقالات سابقة للكاتب