تعيش منطقتنا في مرحلة حرجة كثر فيها النقاش و الحديث في مواقع التواصل الاجتماعية و المجالس ، حول المشروع الذي تم التسويق له بأسلوب مخادع أقرب منه إلى الخيال ، رغبة في التأثير على الرأي العام .
في الآونة الأخيرة كلمة أضرار أصبحت في قاموس كل صغير و كبير ، و لكن بدون تفصيل و لا علمٍ أو دليل …
لذلك في هذا المقال سنبتعد عن العواطف و التخمينات حول أضرار مشروع المستودعات ، و نستعرض الأضرار البيئية على الإنسانية ومايحيطها من خلال أحداث واقعية لمجتمعات عاشت بالقرب من مصدر تلوث بيئي ، و أيضاً بحوث علمية سلطت الضوء على الآثار الصحية السلبية .
في تقرير لمنظمة “أطباء للمسؤولية الاجتماعية” لوحظ أن أطفال المدرسة المحلية يشتكون من آلام بالرئة بعد لعب الكرة ، و قد تمت دراسة جودة الهواء و اكتشف أن الهواء يحتوي على نسبة عالية من العوالق الجزيئية التى لا ترى بالعين المجردة ، و وجد أن السبب الرئيسي هو حرق المخلفات و الزيادة في عدد شاحنات الديزل بالقرب من هذه الأحياء السكنية ، مما أدى إلى تدهور الحالة الصحية و ارتفاع متوسط عدد المصابين بالأمراض التنفسية بشكل عام .
لو نظرنا لموقع المشروع الجغرافي نجد أن حي المقر يبعد عن المشروع ١ كم إلى الشرق ، مخطط غران حوالي ٦٥٠ متر إلى الجنوب ، أما حي النزهة فلا تتجاوز المسافة بضع المترات ، لنفرض أن الرياح تهب فقط من أربع جهات متعامدة فإن إحتمالية أن تتجه العوالق الجزيئية باتجاه الأحياء السكنية تبلغ ٧٥ ٪ ، أما النسبة المتبقية ستتجه باتجاه الغرب وهي نسبة ضئيلة .
في دراسة بحثية صادرة عن جامعة كولورادو حول التأثير السلبي على الصحة النفسية للقاطنين بالقرب من النشاطات الصناعية ، وجدت أنه كلما قصرت المسافة بين الأحياء السكنية و مواقع النشاطات الصناعية كلما زاد التأثير السلبي على الصحة النفسية ، كما أن هذا التأثير يتفاوت على حسب الحالة الاجتماعية و المادية ؛ فالفقراء يعانون بشكل أكبر من الأغنياء.
أخيراً خَلُصت الدراسة إلى أنه يجب على وزارة الصحة أن تأخذ الحالة الصحية العامة و خاصة النفسية لهؤلاء السكان بشكل جدِّي .
و ما ذكرته هنا هو بعض من الشواهد و العِبر لمن يَعّتبر … فلنبدأ من حيث انتهى الآخرون .
م.حسام الصحفي
بكالوريوس هندسة ميكانيكة – جامعة برايتون
ماجستير هندسة تصميم – جامعة لافبرا
مقالات سابقة للكاتب