كل حرف هجائي في لغة الفصحى هو نبضة من نبضات قلبي، وكأن هذه اللغة هي برمتها حياة القلب فيّ، وكيف لاتكون كذلك؟!
وهي لغة لساني، وجناني، أعبر بها عما أريد، وأريد بها أن أعبرُ الآفاق، وأعانق العلياء، وأسمو بقلمي الذي كتب الفصحى حبّ، حين تنسجم النفس مع الكلمات، وتتأملها بعمق فتعتبر الكلمة ليست مجرد كلمة، إنما بحر مليء بالدرر سيفيض حينها حبك ويمتزج باللغة فوق ماتتخيل!.
وكم مرة انسجمت مع الكلمات وعانقت بحبها الأفق وهذه
مقتطفات من الانسجام :
كلمات تأملتها، عشت داخل حروفها، فانساب فكري نحوها اولها:
الوَتَر:
حركت حروفه بالفتح على التوالي، كأنه يخبرك أن الشيطان بالوَتَر يفتح لك باب الرذائل بصورة متتالية !.
الوِتْر:
حُرِك الواو بالكسر ثم سُكِّنت التاء، كأنه يخبرك أن الوِتْر والانكسار لله يجلبُ السكون والاطمئنان.
وشتان بين طربٍ وصلاة !.
ثم بعد مدة انسجمت بحب مع كلمة فِــراق، أوله مكسور، وكذلك حال القلب ينكسر عند الفراق، وكأن الكلمة وحركتها تحكي عن أول شعور في لحظة الفراق وهي الانكسار !
هنا تنسجم اللغة العربية مع الشعور!.
فيالروعتها لغتي!.
ومرة وقفت على حرف الغين فقلت فيه قصة قصيرة والقصة :
معلمةٌ تشرحُ صفة حرف الغين ببلاغة:
حــرفُ الغين يكاد يغرقُ حرفُ الغين في حلقي؛ فتأتي حبالي الصوتية فتجري به لتنقذه من الغرق..
فتردُ عليها طالبة ما؛ أنا مثل حرف الغين أغرق في الحب ثم أجري بعيدًا عنه..
صفة حرف الغين يامعلمتي الجريان.
أجابتها المعلمة:
أحسنتِ، لنجري إذًا؛ كي لانغرق.
اللغة العربية حين تتعمق فيها تتجلى لك بأبهى الحلل وأروعها!.
وكيف لا تكون كذلك وهـي لغة القرآن!.
دولة بنت محمد الكناني
مقالات سابقة للكاتب