الحكم على الأشياء بأنها فكرة أو سلوك متحضر تحتاج إلى معرفة أصلها وتوقع آثارها والنظر إلى أبعادها.
لا أظن أحدا يختلف بأن أي أمر يؤدي إلى الآتي فإنه مضر في الاجتماع الإنساني:
أولا: كل شيء يؤدي إلى التعسير او التضييق على الناس فإنه مضر !!
ثانيا: كل شيء يؤدي إلى مفسدة وفساد الناس فإنه مضر !!
ثالثا: كل شيء يؤدي إلى الفرقة وصراع الناس فإنه مضر !!
رابعا: كل شيء يؤدي لإثارة الناس لفعل الخطأ فإنه مضر !!
خامسا: وكل شيء يخفض قيمة الناس وكرامتهم فإنه مضر !!
هذه منظومة من خمس مؤشرات ، إذا تحقق أحدها في أي مظهر من مظاهر الحياة فإنه من الخلل أن يكون سلوكا أو رافدا حضاريا.
حيث .. (لا يمكن أن تجتمع مصالح الناس مع مضراتهم).
ولذلك ليس من العقل أن نحكم أو نصف شيئا .. أكان سلوكا أو تصرفا أو مظهرا أو مشروعا بأنه ( مظهر حضاري) إذا أدى لأي خلل في قيمة الإنسان أو المساس بكرامته او التعسير عليه أو إغراءه لفعل مخل .. أو إحداث الصراعات فيما بينه وبين مكوناته.
ولذلك في مسائلة ( التحضر ) او إن شئت السلوك المتمدن فالجواب ( مرر ) عليه هذه المعايير* المذكورة ثم انظر أين يتفق او يختلف معها وسوف تجد ( الجواب) بين يديك.
ولقد توصلت لنتيجة (في دراستي للدكتوراه) بأن كل قيم الإسلام تتناغم وكل مسلك حضاري متمدن .. بل إنها هي أصله وتعززه وتوقره وتحفظه وتنميه وتأجره.
هذه خلاصة رؤيتي الاجتماعية.
أ.د خالد بن عبدالعزيز الشريدة
مقالات سابقة للكاتب