حلّ بالساحة مكروه حين أتى السناب شات، فمنذ ظهوره جعل الأسر في شتات، فما بين خذ وهات ضاعت الكثير من المسؤوليات!.
و لا يخفى على العاقل حجم الضرر الذي لحق البيوت من هذا البرنامج الذي لو استخدم في الشيء النافع لظهرت فائدته جليّة، لكن _للأسف_ سخافة المعروض وتفاهة المقصود هي الأعلى لهذه السلعة الرائجة في هذا الوقت!.
فما الفائدة المرجوة مما يعرضه الكثير إن لم يكن الأغلبية؟
دعوني أتحدث بعفوية، السنابيون حياتهم الاستعراضية عرضت حياة الآخرين للخلافات، والمشاكل، والمقارنات فاهتزت أركان الاسرة بسبب المباهاة التي يعرضها أصحاب الترف الحديث، فهذا السنابيُّ المشهور يسافر هنا وهناك، ويلتقط الصور وهو في أحسن أوضاعه، ويستقل ظهور المُشَاهَدات ليعلن عما هو صالح وطالح، والمتابع المسكين قابعٌ في الديون، يتمنى لحظة من لحظات هذا المترف!
فيصير همَّ بعض من يتابعهم كيف أصبح مشهورًا؟
وكيف أكون مثل فلان “المشهور”؟!.
فيبدأ عرض السُّخف، وعرض الأجساد لتباع في مزاد السناب تحت عنوان(من يستخف أكثر يُشاهد أكثر) وكأن العقول تميل فقط للسخافة!.
لقد عرض ياقومي مالا يليق بالعرض!. وبات الواحد منّا يرى ما كان يهرب منه، ويغض البصر عنه!. حياة العامة المستورة كشفها ببساطة السناب!.
وليت الأمر اقتصر على هذا الحد بل تسرب في العقول والقلوب حبَّ التقليد، فكلٌّ يقلد الآخر، تشابهت الوجوه، تشابهت العقول، تشابهت الأفكار، حتى البيوت تشابهت!. لايشدك شيء مما تراه، ولا ترى تميزًا يذهلك، كأن الحياة برمُتها باتت نسخًا ولصقًا!
لست ممن يُسهب في الحديث عن هؤلاء أ المشاهير، ولا أحقد على أحدٍ منهم؛ لكن بلغ السكين العظم، ويحزنني ما أراه!. ، فحياة الناس ضاعت، وهم يشاهدون حياة غيرهم، فلا هم عاشوا حياة مثل حياة المشاهير _المعروضة في ثواني السناب_ ولاهم عاشوا حياتهم!.
غدًا يمر عليهم العمر وليس لديهم أعمال، ولا أهداف بعيدة المدى، و لاخطط و لا حتى ذكريات، كل مالديهم حيــاة المشاهير!. لقد غشِيَتْنا بليّة اسمها (السّناب).
وقفة:
حين حذفت هذا البرنامج،شعرت بأن حياتي عادت لي!
و أدركت كم من الوقت يضيع ونحن نتتبع حياة الآخرين، ولا تحصل لنا أي فائدة!.
دولة بنت محمد الكناني
مقالات سابقة للكاتب