أكد نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشك ، في أولى جلسات منتدى جدة الاقتصادي أمس ، أن بإمكان شركات بلاده بناء 800 ألف وحدة سكنية في السعودية خلال 10 أعوام ، مشيراً إلى أن تركيا على أتم الاستعداد في عقد شراكات مع الجانب السعودي ، مبيناً أن الشركات التركية استطاعت خلال 6 أعوام بناء نحو 650 ألف وحدة سكنية.
فيما أوضح وزير النقل والشؤون البحرية و الاتصالات في تركيا بينالي يلدريم أن بلاده تعمل على بناء 8 مطارات بنفس الطريقة التي أنشئ بها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة.
شفافية مركز التكامل التنموي :
و شدد مستشار أمير منطقة مكة المكرمة الدكتور مارق خلال الجسلة الاولى ، على عدم قبول التبرعات من قبل رجال الأعمال لمركز التكامل التنموي الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة خالد الفيصل العام الماضي حفاظاً على الشفافية و الحيادية الكاملة بين جميع الجهات ، مشيراً إلى أن المركز الذي يمثل تجربة سعودية مهمة يعمل على مواجهة كل التحديات التي تواجه المشاريع الاستراتيجية الكبرى ، فتزامن إنشاء المركز مع وجود مشاريع عملاقة تشجع إلى جذب القطاع الخاص كمطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، مشروع قطاع الحرمين ، مشاريع الأنفاق و الجسور ، و غيرها من المشاريع ، إذ يضم المركز 30 موظفاً ويعمل بنظام القطاع الخاص ، و يشرف على متابعة و مراقبة 16 مشروعاً ، بمتابعة مباشرة من أمير المنطقة مباشرة ، حيث يمثل الذراع القوي لمساعدته على تنفيذ المشاريع في موعدها و طبق جدولها الزمني.
و أشار مارق إلى أن المركز الذي بدأ عمله منذ أشهر ، نجح بالفعل في إزالة العديد من العقبات بالتعاون مع الغرف التجارية و الصناعية في المنطقة ، و على رأسها غرفة جدة التي تقدم دراسات مهمة في كل المجالات ، «حيث نملك فريقاً مميزاً يصل إلى حلول ملزمة تضمن حصول المنطقة على نصيب كبير في التنمية الشاملة ، و يسهم في عرض فرص الأعمال المبتكرة ضمن هيكل تنظيمي يضم هيئة استشارية و هيئة تنفيذية ثم إدارة المركز بوجود الجهات الحكومية ذات العلاقة والصناديق التمويلية و رجال الأعمال ، و تجتمع الهيئة الاستشارية برئاسة أمير المنطقة بشكل دوري و تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعاتها لمناقشة المشاريع حسب الاحتياج لذلك ، و تشكل من الأمانات و الشركات وبعض القطاعات الحكومية مثل الكهرباء و المياه و النقل ، حيث تناقش عوائق المشاريع و تبحث سبل تذليلها ، حيث جمعنا كل الدراسات و خلصنا إلى أفضل آلية ليحقق المركز أهدافه ، حيث كنا نتطلع إلى تشخيص الواقع واقتراح الحلول ووضع آلية لمتابعة التنفيذ».
تنويع مصادر الدخل :
و أكدت أولى جلسات المنتدى على ضرورة تنويع مصادر الدخل في مواجهة التحديات العالمية الجديدة و التراجع المخيف لأسعار النفط ، و نوه المشاركون في الجلسة ، التي ركزت على آفاق الاقتصاد العالمي و تأثيره على السعودية ، بالاستفادة من تجربة دبي التي حققت نجاحاً كبيراً في الاعتماد على مصادر دخل غير نفطية .
كما استعرضت الجلسة التي أدراها نائب الرئيس للموارد البشرية و شؤون مجموعة شركات الزاهد عمرو خاشقجي تجارب من المكسيك و منغوليا ، إضافة إلى تجربة دبي التي استعرضها رئيس غرفتها التجارية ، و قدم الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور إبراهيم الغليقة ورقة عمل عن الإدارة العامية للسياسات المالية و الاقتصاد الكلي.
معالم تجربة دبي :
من جهته أكد رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة دبي ماجد سيف الغرير خلال الجلسة أن بلاده ستحقق رؤية نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد بالاحتفال بتصدير آخر برميل نفط بعد 20 عاماً من الآن ، وقال : نحاول التقليل من الاعتماد على البترول ، و نجحنا في أن نجعل ثلثي اقتصاد دبي يعتمد على السياحة و التجارة ، حيث نسعى إلى توفير البيئة المناسبة تجارياً و صناعياً و نعتبر نموذجاً رائعاً للمشاركة الفاعلة و الناجحة بين القطاعين العام و الخاص.
ولفت إلى أن دبي طورت مصادر السياحة وقامت ببناء المطارات والطرق والمشاريع العملاقة مع تسهيل الدخول وتنويع الخدمات، وباتت تستقبل 14 مليون سائح سنويا لتصبح من أنجح المدن على صعيد العالم في هذا القطاع، وأصبحت التجربة عنوانا لجميع دول العالم في جذب الاستثمارات، بعد أن نجحت في تعديل وتسهيل التشريعات وخلق البيئة الاستثمارية والتشريعية الجاذبة للاستثمارات العالمية، حيث تعمل حكومة دبي تعمل من خلال رؤية واضحة ومتزنة لجذب الاستثمارات، بحيث أصبح اعتمادها على البترول لا يتجاوز 5 بالمائة، وهي تعمل على أن يصل إلى نسبة الصفر.
وأضاف : لاحظنا وجود صناديق سيادية عالمية محترمة مثل صندوق التقاعد الكندي و الصيني و الأمريكي ، إضافة إلى عدد من الشركات العالمية المدرجة في سوق نازدك دبي أو بسوق دبي المالي.
الاستثمارات التركية بمجال النقل :
و تطرق وزير النقل و الشؤون البحرية والاتصالات في تركيا بينالي يلدريم إلى أن بلاده تعمل على بناء 8 مطارات بطريقة حق الانتفاع بنفس الطريقة التي أنشئ بها مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة الذي نفذته شركة تركية ، على مساحة 153 ألف متر مربع، ويمثل تجربة فريدة في السعودية ، و يعد معلماً حضارياً و مثالاً يجسد الشراكة الفعالة و الناجحة بين القطاعين الحكومي و الخاص ، منوهاً بأن لديهم مشروعات مهمة في قطاع الطيران تعمل جميعها بحق الانتفاع ، و تحقق ربحاً للحكومة يصل إلى 25 مليار يورو ، و هي مشروعات تمثل تجربة مميزة على مستوى العالم ، حيث يعد مطار إسطنبول الدولي الجاري العمل على تطويره الآن المطار الثالث على مستوى العالم من حيث استقبال عدد الركاب بعد مطاري لندن و باريس ، حيث تصل سعته الاستيعابية إلى 60 مليون راكب.
وأشار إلى أن بلاده استثمرت نجاحاتها و استطاعت أن تواجه الأزمة المالية العالمية دون أن تتأثر بتبعاتها ، فعندما تعمل وفق استراتيجية كبيرة تحقق أهداف كبيرة ستكون قادراً على تحقيق النجاح ، و قال: مشروعات النقل في إسطنبول تصل إلى 400 كلم ، و تم تخصيص 3 مليارات لمشاريع النقل في العاصمة فقط ، و هناك عدد من المشاريع العملاقة منها مشروع يقام تحت الماء و يعتبر من أبرز المشاريع في العالم و الذي استخدمه أكثر من 130 مليوناً ، ويعد الأحدث في العالم ، حيث يصل ارتفاعه إلى 33 متراً ، في حين يصل عرضه إلى 60 مترا، و سيتم افتتاحه نهاية أغسطس المقبل و يعد أسرع مشروع تم إنشاؤه بحق الانتفاع و سيعود المشروع لملكية الحكومة بعد 29 عاماً .
تكرار تجربة مطار المدينة :
و قال نائب رئيس الوزراء التركي محمد شمشك «إن بلادنا على أتم الاستعداد بتكرار تجربة مطار المدينة المنورة بعد أن تضاعفت أحجام الاستثمارات بأكثر من 30 مليار دولار مع السعودية في ظل توجه تبادل الاستثمارات فيما بيننا».
و بين نائب رئيس الوزراء التركي خلال رده في سؤال لـ»مكة» في مؤتمر صحفي عقد على هامش المنتدى أن «هناك عدداً من الاستثمارات السعودية في تركيا ، حيث إن قطاع العقار يمثل 6 مليارات دولار ، بينما هناك استثمار سعودي بنسبة 50% في قطاع إحدى شركات تقنية الاتصالات والمعلومات في تركيا ، مقابل أن هناك تنوعاً في الاستثمارات في قطاع الطاقة ، فنحن حريصون على تنميتها في الوقت الذي بدأت فيه تركيا منذ 13 عاماً ازدهر اقتصادها حيث وصلت الشركات الأجنبية نحو 48 ألف شركة من ضمنها 800 شركة سعودية في شتى المجالات ونطمع في رفع تلك الشركات السعودية نتيجة للعلاقات الجيدة بين البلدين».
وتابع شمشمك «نعرض على السعوديين تشغيل أموالهم في تركيا حتى و لو بمبالغ بسيطة فعلى سبيل المثال لدينا شركة سعودية لتصنيع الكيابل بدأت تصدر منتجاتها من تركيا إلى دول أخرى و هذا دليل على نجاح البيئة و البنية الاستثمارية في تركيا».