وأدركت أخيرًا !

كنتُ أقرأ في كتبِ اللغة والأدب لأنعمَ بثراءٍ لفظيّ، وترفٍ بلاغيّ، فأرى أحـرفي تسيرُ بخطىً ملكية، ورصانةً بهيّة تكسوها الحلل البديعية ببريقها الخاص، ورونقها المميز، ومازلت على هذا الحال ألممُ جواهر الألفاظ، واقتنص الفريد منها بعين الحبّ.

وكتاب تلو كتاب حتى أخرج الأدب روحه لي وأطلعني على مكنونه وعظيم دخائله، فتعمقت في روحه حتى سمعت في نبضه مروءة العرب في الجاهلية، ورفعتهم وعزتهم في الإسلام، وفضائلهم ومدائحهم وغزلهم في البلاط الأموي، ونثرهم المتنوع والراقي في عصرهم العباسي، ورقة ألفاظهم وترفهم الوصفي وموسيقى القوافي في رياضهم الأندلسية، وسمعت في خفقاته الخمريات، والأراجيز، والموشحات….

روح الأدب ليست أشعارًا ولا نثرًا ولا ألفاظًا منمقة ومبهرجة فقط، بل تاريخ أمة يحكي أخبارها، مواقفها، فضائلها، محاسنها، حميد خصالها، فعالها…

إنما الأدب أخلاق سامية تتحلى بها، ثم تسمو في سماء كلماتك، وتزهر بها صفحاتك وإلا ستكون كمحسن بديعي يزين الألفاظ وخلوه منها لايؤثر في جوهر المعاني!.

لقد أدركت أخيرًا، أن من معاني الأدب أن تتأدب بفعلك قبل أن يبدع قلمك.

وفيما قيل في الأدب:
ثلاثة أمور تزيد المرء إجلالاً : الأدب، والعلم، والخلق الحسن.
وقيل في معنى الأدب:
الأخذُ بمكارم الأخلاق.

مقالات سابقة للكاتب

3 تعليق على “وأدركت أخيرًا !

غير معروف

وفقك الله وسددك أخت دولة فقد أجدت وأفدت
كيف والله يقول: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ)
أن أقبح القبائح وأنكر المنكرات وأرسل الصفات المدينة والممقوتة أن يقول قولآ وفعله يخالف قوله:
لاتنهى عن خلق وتأتي مثله عا ر عليك إذا فعلت عظيم
فهل تليق بالمؤمنين هذه الحالة الذميمة؟ إن من أكبر المقت عند الله أن يقول العبد ما لا يفعل؟ ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس إليه مبادرة، وللناهي عن الشر أن يكون أبعد الناس منه، قال تعالى: { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } وقال شعيب عليه الصلاة والسلام لقومه: { وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه } .

ر.ي

نعم أن الأخلاق الحسنه هي التي ينبقي أن تكون من صفات كل فرد،ويروى أنه سئل رجل عن الأخلاق فقال:هي أن تعامل كل إنسان وكأنك تتعامل مع نفسك//
لاتظلمه
لاتذله
لاتكذب عليه
لاتغتابه
لاتنتقص منه
ولاتحاول قهره
واعم أن هذه الدنيا صغيره وأن الزمن سيدور وتذوق مر ما فعلت وتندم

فإن لم يكن في الدنيا، فسيكون في الآخرة.

غير معروف

صدقت فالأخلاق ذهبت بشرف الدنيا وكرامة الآخرة.
كيف والقرآن جاء بالمدح والثناء على أخلاق الرسول صل الله عليه وسلم أشار الله لذلك بقوله:( وإنك لعلى خلق عظيم).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *