اﻻستثمار مطلب حقيقي و هدف منشود عند المواطن يسعى إلى إيجاده و يقاتل من أجل اجتذابه إلى محافظته ؛ رغبة منه في التطوير و التحسين و إتاحة أكبر فرصة للباحثين عن العمل في تلك المرافق اﻻستثمارية .
إلا أنه قد يقف في وجه اﻻستثمار و يحاربه عند معرفته بخفايا ذلك المستثمر و استثماراته المخالفة للواقع ، التي صورت لنا المدينة اﻻستثمارية على أنها إشعاع حضاري و أسطورة بنائية ومنتجع 5 نجوم ، و إنها ستملأ جيوبنا بملايين الريالات نحن المواطنين و سوف تتيح فرص عمل لآلاف من الوظائف التي سيستفيد منها أبناء المحافظة .
إﻻ أن المستثمر في الغالب يسعى إلى بناء استثماراته و نشرها هنا و هناك ، ليس رغبة في خدمة مجتمعه بل هدفه الأساسي زيادة استثماراته المالية ، و مازاد على ذلك من فتات يجعله خدمة لمجتمعه إعلامياً فقط .
و ما حالة المستثمر الجديد في غران و مدينته اللوجستية ( الوهمية ) إلا دليلاً قاطعاً على هذا الجشع و هذا التدليس في نقل صورة مخالفة للواقع.
فقد تم إعداد أفلام و تقارير مصورة عن مدينة لوجستية رائعة ستخدم المحافظة في جميع الجوانب .
إلا أن الواقع يخالف هذا الأمر ، فهي دمار للبيئة الصحية و الزراعية و البنية التحيتة ، من خلال المصانع و المعدات المتحركة و المستودعات التي سيتم إنشائها في هذه المدينة اللوجستية (الو . جس . تيه ) .
و قد قام المستثمر بأساليب رائعة لدعم مدينته ( الو .جس .تيه ) …
(الو ) اتصل ببعض سكان المحافظة لدعم مشروعه ..
(جس ) جند بعضاً من الوجهاء لجس نبض المواطنين من خلال عقد اﻻجتماعات لدعم المدينة.
و الخاتمة نحن من سيتضرر ..
( تيه ) أَرضٌ تِيهٌ : سلسلة من الممرّات بعضها مغلق و بعضها مفتوح ، تستخدم لقياس قدرة الإنسان أو الحيوان على الاستفادة من الاختبار ، و تسمى كذلك المتاهة .
و هذا حالنا كمواطنين .. سندخل في متاهة كبيرة لن نخرج منها عند موافقتنا على هذه المدينة .
فاصلة أخيرة :
– مستثمرنا القادم من بعيد لا نريد مدينتك اللوجستية .. فهل الخدمة المقدمة منك فرضاً علينا أم خدمة لنا ؟!
– مشايخ و أعيان المحافظة .. التكاتف و التوافق على رأي واحد قوة لنا ، و التنافر و التقاتل فرقة لنا .
محمد الرايقي
مقالات سابقة للكاتب