الإعلان عن جائزة عالمية للمعلم بمليون دولار على غرار “جائزة نوبل”

يتم غداً الإعلان عن الفائز بـ“جائزة مؤسسة فاركي للمعلم العالمي” Varkey Foundation Global Teacher Prize، التي توصف بأنها جائزة نوبل للتعليم، وتبلغ جائزتها مليون دولار وذلك خلال في المنتدى العالمي للتعليم والمهارات في دبي

ساني فاركي، مالك ورئيس مجلس إدارة شركة التعليم الدولية “جيمز” Gems، الهندي الذي يوجد مقره في دبي، يُريد جلب السحر والبريق إلى مهنة عُرضة للضغط تحت أعباء العمل المتزايدة واحترام الذات المنخفض.

الجائزة التي تم إطلاقها وسط ضجة إعلامية، تتلقّى الدعم من الممثل كيفين سبيسي، فضلاً عن بيل وميليندا جيتس ، وبعد الكشف عن القائمة النهائية، أعلن عالِم الفيزياء ستيفين هوكينج قائلاً: لقد كان هناك معلم وراء كل فنان عظيم، وكل فيلسوف عظيم، وكل عالِم عظيم.

تاكاهاشي واحد من عشرة معلّمين تم اختيارهم من بين ثمانية آلاف مُرشّح يُمثّلون 148 بلداً حيث سيتم الإعلان عن الفائز غداً .

يقول تاكاهاشي إن المعلّمين اليابانيين عليهم تدريس المواد، وتدريب بعض الأنشطة الرياضية كل يوم – حتى في عطلة نهاية الأسبوع – وتقديم النصيحة للأولاد والتعامل مع الآباء ،ويضيف أن نوعية المعلمين في اليابان “مرتفعة جداً”. 

تاكاهاشي، مُعلّم اللغة الإنجليزية والدراسات الاجتماعية الذي يعمل في مدرسة خاصة، بدأ برنامجا لتعزيز المواطنة العالمية ، وفي إطار هذا البرنامج يتعاون الطلاب مع أحد أصحاب المشاريع الاجتماعية في إندونيسيا لحل القضايا الاجتماعية ، وهو يعتقد أن واجب المعلّمين لا ينحصر في تدريس المواد وحسب، لكن أيضاً تشجيع الطلاب على تحمّل مسؤولية التعليم الخاص بهم وحتى القضايا الاجتماعية ، ويقول: هناك كثير من الناس الأذكياء لديهم شهادات جامعية لامعة لكن العالم لم يُصبح أفضل.

يُريد فاركي أن يتم التعامل مع المعلمين باحترام كبير بقدر المهن الأخرى ، فقد أظهرت دراسة بتكليف من مؤسسة فاركي التابعة له، أن من بين 21 بلداً شملتها الدراسة، الناس في الصين فقط يرون أن المعلمين يحصلون على مكانة متساوية مع الأطباء ، في المقابل، في المملكة المتحدة أقل من 5 في المائة يعتقدون أن المعلمين لديهم مكانة متساوية مع الأطباء.

اللورد أدونيس، وزير المدارس السابق من حزب العمال، يقول في مُقدّمة كتاب :لتجنيد الأذكى والأفضل، لا بد أن يكون التدريس مهنة ذات مكانة عالية، ونحن بحاجة إلى فهم أفضل لما يُسهم في المكانة الاجتماعية للمعلمين.

هذه هي الجائزة الأكثر بريقاً بين عدد من الجوائز التي تهدف لتعزيز مكانة المعلمين ، ففي المملكة المتحدة، مثلا، جائزة التعليم، التي تُديرها شركة النشر التعليمية “بيرسون”، تم تأسيسها في عام 1999 من قِبل المخرج السينمائي، ديفيد – الآن اللورد – بوتنام، للاحتفال بالتميّز في مجال التعليم.

جائزة مؤسسة فاركي ينبغي أن تصقل الصورة المتعلقة بشركة جيمز، التي عيّنت توني ليتل، الرئيس السابق لكلية إيتون. أنموذج “جيمز” لسلسلة المدارس الخاصة التي تُدار بفعالية كان ناجحاً في جميع أنحاء العالم، لكن فاركي كافح كي يصنع لمدرسته مكانة مقابل المدارس الأكثر رسوخاً في القطاع المستقل في المملكة المتحدة ، ويشعر الموجودون على القائمة النهائية بالامتنان كونهم من بين المرشّحين للجائزة.

كولين هيجارتي يُدرّس مادة الرياضيات في مدرسة تموّلها الدولة في ويمبلي، في لندن ، وهو المحاسب السابق في ديلويت، شركة الخدمات المهنية ، البالغ من العمر 34 عاماً أصبح دون قصد أحد نجوم موقع يوتيوب العالميين … فبعد أن شعر أحد الطلاب بالقلق بشأن تفويت بعض الدروس بسبب مرض أحد أفراد الأسرة، وضع هيجارتي دروسه على الإنترنت. النتيجة لم تكن فقط أن الطالب نجح في امتحاناته، ولكن الدروس الخصوصية التي على الإنترنت استفاد منها طلاب آخرون.

هيجارتي ، الذي نشأ في شقة بغرفة نوم واحدة تابعة لسكن حكومي لا يبعُد كثيراً عن المدرسة التي يعمل فيها اليوم، يقول: التعليم هو أفضل طريقة لتحسين فرص الحياة .. كان حظّي جيداً بوجود والدين أرادا تعليمي ، حيث أن بعد دراسة الرياضيات في جامعة أوكسفورد، وجد نفسه “يتراجع بشدة” ، ويعزو الفضل لأحد المشرفين في مساعدته على تحويل الأمور بشكل جذري – وفي النهاية حصل على ما يعادل شهادة ماجستير.

يقول هيجارتي إن المواقف تجاه الرياضيات هي مشكلة خاصة … هناك تفكير يقول لا بأس أن تكون سيئاً في الرياضيات… جزئياً ، هذا لأن الطلاب يُصابون بالإحباط عندما يفشلون… إذا فهم أحد الأطفال شيئا ما بطريقة خاطئة، سيقول لنفسه إنه سيئ في الرياضيات وينتهي به الأمر بالاستسلام.

لمكافحة هذه المخاوف، يحاول أعداد الأطفال الذين يدخلون حديثاً إلى فصوله الدراسية من خلال شرح مقدار العمل يتعين عليهم القيام به لينجحوا … أتحدث إليهم عن الناس العظماء الذين كان عليهم التدرّب بجد كبير“، و يقول إن عليهم أن يفهموا ما يلزم للتقدّم من “مبتدئ إلى خبير.

ماريت روزي معلّمة رياضيات أخرى على القائمة النهائية … حضرت المعلّمة الفنلندية حلقة دراسية في عام 1990 في جامعة ليدز، حصل تحوّل في تفكيرها … ربما الطريقة التي كانت تُدرّس بها لم تكن مُلهمة … “تقليدياً، قد يكون المعلم في مُقدّمة الصف، والطلاب يتعلّمون ويُكرّرون” ، و تقول إن الحلقة الدراسية حوّلت طريقة تدريسها من التركيز على المعلم إلى التركيز على الطالب.

تقول: يأتي المراهقون إلى المدرسة بسبب أصدقائهم ، لذلك أحاول تحديد المشاكل حتى نتمكن من حلّها معاً ضمن مجموعات.

كما تطرح تحدّيات من واقع الحياة، مثل سؤال الطلاب عن كيفية توزيع الطعام على مخيمات اللاجئين .. من المهم أن تكون هناك مواضيع كبيرة، بدلاً من مجرد مشاكل ذات طابع واحد.

وتلاحظ أن الرياضيات هي الموضوع الأقل تغيّراً في العالم – وهذا أمر مؤسف ، ويسخر منها بعض أقرانها باعتبارها المعلمة الراقصة المُغنية” لكنها تعتقد أن من المهم تجربة أساليب جديدة ، أود تدريس المعلمين الصغار – التعليم هو عملية مختلفة جداً عن التقليد.

منافس آخر على الجائزة هو أيوب محمد من نيروبي، الذي يُدرّس الدراسات التجارية والعلوم الدينية. وكانت أولويته محاولة تشجيع طلابه المسلمين، وكثير منهم من الصومال، على المشاركة في مكافحة التطرّف ، حيث يقول : أحاول إيجاد مساحة آمنة للطلاب لمناقشة الإسلام. وأُساعدهم على تحليل التفكير المحدود للدعاية ، ويأمل أن هذا سيُساعدهم على ترويج رسالة بديلة للمتطرفين على وسائل الإعلام الاجتماعية. نحن نغيّر الرواية.

ويشدد على أن المعلم الجيد هو شخص لا يقوم فقط بقضاء الوقت مع الأطفال، لكنه أيضاً جزء من المجتمع.

ومع أن جميع المعلمين يتحدّثون عن المليون دولار باعتبارها مبلغا مُذهلا، إلا أنها لم تكن على نحو خاص المحفز لأي منهم ، حيث يقول هيجارتي: لو كنت أهتم كثيراً بالمال لما تركت وظيفتي القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *