قال الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة: “لقد أضعنا 40 عاما كان باستطاعتنا أن نكون خلالها مثل الهند والصين في مجال الصناعة، ولكننا قررنا ألا نضيع وقتا آخر وأطلقنا الاستراتيجية الوطنية الجديدة للصناعة”.
وأضاف وزير الطاقة، خلال حوار ضمن فعالية “وطن يصنع” التي جرى فيها تسليط الضوء على الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أمس الأول، أنه لا يمكن توفير الغاز وسوائله بالسعر نفسه الذي يتم توفيره في دول أخرى مثل كوريا الجنوبية، حيث إن تكلفة الإنتاج لدى السعودية أقل بكثير، مبينا أن المملكة ستطلق برنامجا في وقت قريب تعطي فيه فرصة للمصانع للاستفادة من أسعار الغاز الحالية لفترة ثلاثة أعوام مقبلة.
وقال وفقاً لصحيفة الاقتصادية: “إننا ننظر إلى الاستفادة من الغاز ومخرجاته النهائية بتحقيق قيمة مضافة وفوائد على الاقتصاد المحلي، وذلك لا يعني بيع الغاز بتكلفة أقل من تكلفة الإنتاج، ولكن في المقابل الحفاظ على التنافسية مع الدول الأخرى بتوازن وجذب المستثمرين”.
وأضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان “هناك آلية مشتركة مع وزارة الصناعة تحدد الصناعات المستهدفة، ومن يستحق المزايا النسبية الأفضل، ومن يخصص له الغاز، باعتبار أن لدينا آلية واضحة نعرف من خلالها الصناعات المستهدفة”.
وأشار إلى أن الدولة تنتج 38 مليون طن من المواد البتروكيماوية لكنها لا تستفيد إلا من ستة ملايين طن للصناعات التحويلية، مبينا أن هناك زيادة في الطلب على البتروكيماويات بنحو 6 في المائة، و”لدى الدولة برنامج طموح لإيجاد بدائل لاستخدامات البترول في حال انخفض الطلب عليه مستقبلا، لننتج مواد نهائية استهلاكية”.
وذكر أن السعودية تخطط لتوجيه النفط الفائض إلى استخدامات أخرى، في حال انخفض مستوى الاستهلاك عن مستويات الإنتاج الحالية.
وأشار وزير الطاقة إلى تنفيذ مشاريع في قطاع توليد الكهرباء والنقل والتوزيع قد تصل إلى تريليون ريال، موضحا أن الطاقة الشمسية هبة إلهية للمملكة، ولا يعتقد أن هناك دولة لديها القدرة مثلها، والاستفادة من ذلك يعد تحديا. وأوضح الوزير أن الفارق بين التوطين والمحتوى المحلي: “المحتوى المحلي” كلمة حق يراد بها باطل، لأن التوطين يعني الدخول إلى أصناف المواد الداخلة في التصنيع، أما “المحتوى المحلي”، مجرد تجميع للمنتج وإشباع حالة من الزهو الزائف. وقال إن الاستراتيجية الوطنية للصناعة عمل جماعي مشترك نزعت منه الأنا، حيث إن عمل الوزارات بشكل منفرد انتهى.