من سرق أبناءنا ؟

نجد شكوى كثير من الأبناء والأمهات في أغلب المجالس من إدمان الأبناء على وسائل التواصل وغياب كثير من القيم الإسلامية والأخلاقيات التي أفنى الوالدين حياتهم في غرسها فيهم منذ الصغر ، وبالرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي جلبت العديد من الفوائد مما سمح لنا بالاتصال بسهولة مع الأصدقاء، الأقارب و العائلة في جميع أنحاء العالم إلا أنها أيضًا تؤثر سلبًا على العلاقة بين أفراد الأسرة، فقد تسبب الانطوائية، العزلة الاجتماعية، إدمان الانترنت، الفشل الدراسي و اكتساب عادات سيئة وذلك من خلال إدمان بعض الأبناء على تلك الوسائل وغفلة بعض الأسر عن أضرار تلك الوسائل!

ولا يخفى على عاقل ضرورة تقنين استخدام هذه الوسائل وجعل لها وقت محدد ولا يترك الحبل على الغارب للأبناء أن يمكثوا الساعات الطوال على هذه الأجهزة بحجة الترفيه والتسلية.

وهذا للأسف يعد من أحد أخطر الأسباب التي جعلت حتى الأطفال يتمادون في استهلاك تلك الأجهزة
فهذه الأجهزة والبرامج لها تأثير سلبي كبير وملاحظ على قيم الأسرة ، والاستغراق في استخدامها يُضعف العلاقات الاجتماعية ويُقلل من التفاعل الاجتماعي في محيط الأسرة، وذلك من خلال قلة الزيارات واللقاءات العائلية، كذلك لا شك أنٓ وسائل التواصل الاجتماعي تزيد أيضاً من العزلة والفرقة بين الشباب وأسرهم، كما أكدت بعض الدراسات إلى أنَّ الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يُضعف مهارات التواصل الاجتماعي، ما قد يُسبّب عزلة اجتماعية وفرقة ومشكلات نفسية
فتسبَّبت بخلل ٍفي التَّدَيّنِ، وَضَعْفٍ فِي التَّرْبِيَةِ، وَانْحِطَاطٍ فِي الأَخْلاَقِ.

فَكثيرٌ من أبناء المسلمين وبناتِهم مَا كانوا يعرفون الفواحشَ والممارسات الأخلاقيةَ المنحطةَ حَتَّى تَعَلَّمُوهَا مِنْ هَذِهِ الوَسَائِلِ؛ ومع أن هناك فوائد إيجابية لاحصر لها لهذه الوسائل إلا أن تأثيرها السلبي على قيم المجتمع أصبحت ظاهرة للعيان!

وحتى لانفقد العلاقة الأسرية الجيدة بيننا وبين الأبناء لابد من مراعاة عدة جوانب هامة منها:
🔍 حث الأسرة بشكل كامل على بناء علاقة قوية مع الله، وتشجيع أفراد الأسرة بعضهم على أداء العبادات لتغذية الروح وغرس القيم والأركان الدينية لدى الأطفال، منذ اللحظات الأولى.
🔍حرص الأب والأم على أداء الشعائر والعبادات الدينية داخل المنزل ليكونوا قدوة لصغارهم.
🔍 غرس فكرة الترابط ومشاركة أفراد الأسرة بعضهم فى كل المناسبات السعيدة وكذلك الحزينة.
🔍تبادل الهدايا حتى وإن كانت بسيطة لما لها من أثر رائع فى إدخال البهجة على القلوب.
🔍 اعطاء فرصة كافية لمناقشة الأمور الخاصة بالأسرة، بشكل جيد ومشاركة جميع أفراد الأسرة، مع الأخذ بآراء الأولاد وعدم تهميشهم.
🔍 تنمية مهارت أفراد الأسرة والتشجيع على ذلك من قبل الوالدين.
🔍 الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وزيارة الأهل والأقارب والتعرف على أصدقاء الأبناء وأسرهم ما أمكن.
🔍 الحرص على الترفيه الأسري والتسلية بين أفراد الأسرة واختيار ألعاب تربوية أسرية هادفة .
🔍 حل المشكلات الأسرية وخاصة في فترة المراهقة وتوطيد العلاقة الزوجية بين الزوج وزوجته خاصة أمام الأبناء.
🔍 حث الأبناء على التحلي بالقيم الإسلامية وعدم الركض وراء المشاهير والخرافات التي يزعمونها في تلك الوسائل .

 

هدى الأحمدي 
مستشارة بجمعية بناء للإرشاد الأسري
0504348648
: snap: hudahaert48
@hudaalahmadi

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “من سرق أبناءنا ؟

ر.ي

كلام سليم جدآ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *