كأس العالم المقامة في قطر ألان مختلفة كثيرًا عن الكؤوس السابقة والتي بدأت عام ١٩٣٠ في الاوروغواي، خاصة لنا الشعوب العربية والافريقية والآسيوية، فقبل ٩٢ عامًا كان العرب والافارقة في زمن التخلف الكروي والتخلف الحضاري مقارنة بدول العالم العظمى آنذاك.
ولأباس بقليل من التاريخ، كانت اغلب دول العرب وافريقيا تقع تحت الاستعمار الغربي، وكانت المغرب بداية القرن العشرين مقسمة بين الاستعمار الفرنسي والاسباني، وكانت الامبراطورية البرتغالية اقدم الامبراطوريات واطولها بقاًء، تأسست – اذا لم تخني الذاكرة – نهاية القرن السادس عشر.
ويا لِعجب الأيام فقد اقصت المغرب في ملحمتين رائعتين، اقصت اسبانيا والحقت بها البرتغال – الامبراطوريتين السابقتين – واصبحت المغرب مع العظماء في مجال الرياضة وكرة القدم.
وأرى أن الملاحم التاريخية بين دول الاستعمار والشعوب المستضعفة في القرون الماضية كانت اسبابها الاستعلاء والاستبداد واثبات انهم الاعلى مقامًا، وكذلك ارى الملاحم الكروية كانت لنفس الغرض، وهو انهم الافضل والاعلى ونحن – العرب والافارقة دون ذلك. ولكن منتخب المغرب قال لهم امس ، مهلًا لا تذهبوا بعيدًا في غروركم ، فنحن اصبحنا من العظماء معكم.
واني ارى ان هذه البطولة قد كسرت جميع حواجز الخوف والتهيب التي لدينا من – الغرب الكروي – واول هذه المعاول فوز منتخبنا السعودي التاريخي على – ارجنتين ميسي -، وآخر هذه المعاول الانتصار الكبير للمغرب على البرتغال وبلوغها نصف النهائي.
ختامًا، فأن تفوقنا الكروي مع العظماء قد سبقه تفوقنا الاقتصادي واصبحنا من العظماء، فأن وطني العظيم قد اصبح من الدول العظمي اقتصاديًا من دول -G20 –
بتوفيق الله ثم بالرؤية الطموحة ٢٠٣٠ لأمير الشباب محمد بن سلمان حفظة الله، ودول عظمي – سابقة – مثل اسبانيا والبرتغال هي خارج هذ التجمع الاقتصادي الكبير – G20-.
دمتم بخير وسعادة…
علي عيد الأحمدي
موظف سابق في الخطوط السعودية ، باحث وكاتب ، يسكن مدينة جدة
17 جماد الأولى 1444- 11 ديسمبر 2022