عندما تندثر إنسانيتك ستتوقف كافة جوارحك ،، وستصبح بلامشاعر و بلا أحاسيس وستكون قاسيا غير مبال ولن تشعر بأوجاع الآخرين وستفقد الشغف نحو أكثر الأمور الرائعة والبسيطة التي تعني لك الكثير في حياتك ( ذاتك ، أشياؤك الصغيرة، قصاصتك، أحلامك العظيمة – لطفك ) لن يكون لديك استمتاع مطلق ولا لذة بجميل لحظاتك فلا فرح يسعدك ولاحزن يؤلمك ،، حينها ستموت الإنسانية في داخلك وستصبح بِلا إنجاز وبِلا هوية وبعدها ستفقد من حولك , فالإنسانية فطرة قبل أن تكون دين و عقيدة، بل طبيعة بشرية تتشكل منها الرحمة والخوف والمودة والتسامح وجبر الخواطر.
تأكد أن الحياة متغيرة بأكملها كفصول السنة فتارة فيها الراحة والسعادة ،، وتارة يستوطنها الحزن والشقاء وعندها حتما ستتغير أنت و من حولك , لذا الحياة أشبه بالعواصف التي تعصف بك فلا شيء يبقى إلى الأبد .
كن ذهبا صافيا ،، مهما عصفت بك الحياة ستظل محتفظاً بقيمك ورونقك ومبادئك التي تميزك عن غيرك
وكن غيثا تسقي به الأرض وقلبك فيض عطاء ،، لبنة في بناء ،، وقطرة في سقاء ،، وسحابة وطفاء ،، يطرق الإنسانية من جميع نواحيها واحتفظ بإنسانيتك من أجل نفسك ومن أجل مجتمعك .
قال الله تعالى : ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
يقول برنارد ملزر : عندما تسامح فأنت لا تغير الماضي، بل تغير المستقبل.
مقالات سابقة للكاتب