السعادة بين الوهم والحقيقة!!

🖋️أذكر أني اشتريتها في طفولتي وكانت حلوى..

وكنت أجمعها أقلاماً و أخبئها وكل مازاد عددها زادت سعادتي..
أذكرها كانت في تميز خطي .. وفي حل مسائل الرياضيات لأخوتي ومن حولي..
وبعد تخرجي ضاعت السعادة .
ضاعت في ركام كان يجرني ويبعدني عن نفسي سلب العمر وأجمله .. سلب مني قوت فكري ..
أضاع كل الأقلام من حولي ..
حتى ظننت أن لا حبر يعبر و أن لا حبر في الوجود ..

ظليت كثيرا..
حتى  وجدت كتاب ربي.. كنت أقرأ بعد كل صلاة فجر حتى الشروق.. فوجدت نور يضاء من حولي..
وجدت أني حين أهرب إلى الله .. وأُحدِّث الله بكل مافي نفسي.. أستشعرت قرب ربي ..
و تستوقفني الأيات.. و ما أعظمه من كلام وما أبلغه من بيان..

وجدت السعادة أن ترتدي ثوب النقاء .. وجدت السعادة أن تتخلق بالقرآن.. وجدت السعادة لحظة أن ينظر الله إليك وهو راضي عنك.. وجدت السعادة بالإطمئنان لله.. وقتها
وكأن كل تلك الأقلام التي كنت أجمعها كانت بغير حبر..
أعطيت الحبر وقتها وأكتفيت بقلم واحد..

كنت أكتب بأبسط ما يكون.. لمجرد التعبير.. ولكن لم أُعطي ما أكتب أي تقدير.. لذلك كنت اكتبها أوراق مبعثرة كنت لا أعرف أن من يَكتُب يحفظ ويجمع .. و أن مايُكتب  يصل و يؤثر  .. كنت لا أعلم أن للقلم روح.. أضعت كل الأوراق .. وتزوجت وأضعت قلمي ..
وتهت من جديد ..
أبحث عن السعادة  وجدتها حين رزقت بأول مولود ..
وقتها علمت أن السعادة تولد من الروح… وأنك  تستطيع أن تخلق  السعادة لنفسك.. فوجدتها في العطاء لكل من حولي و حتى نسيت نفسي.. كان يسعدني أن اقدم مافي وسعي من أجل راحة من حولي ..
وأتى الله بأمر وكأنه يخبرني أن  لنفسك عليك حق..
ولكن بعد ماذا؟
بعد ما أصبح ليس لي صوت يُسمع.. ولا من يشعر بأن الروح تظمأ..

فكان قلمي ..
كان قلمي الأوفى.. شعرت حقيقة بأجمل شعور .. لأنه كان  يراقبني.. وهُيأت  له فرصة الإنطلاق ليلقاني .. إحتظنني بإشتياق .. بكل حب بكل عطاء بكل ماتعني السعادة أسعدني .. كان يُمطر لأجلي ..
و هنا السعادة:
هنا السعادة الحقيقة هنا عرفت نفسي.. وتعرفت على مواطن قوتي وضعفي.. وجدت السعادة بأعمق بيان وكأن لا غيرك في الوجود. شعور يجعلك تشعر  أنك تطير بلا قيود ..
أنك تعطي ويثمر ..  أنك تغير.. وتؤثر..
كنت أكتب وأجد الحرف وقتها إلا  ما يكتب ” هو الله ” في كل نص أو خاطرة .. و كانت أيــــام .
كانت هي الأيام التي أقول فيها أني عرفت معنى السعادة..

ولكن لم تستمر لأن قول الحكيم ” كل شيئ خلقناه بقدر “
لم ٱكن أعلم أن هذا الشعور سيختفي.. وسيأخذ معه شعور أخر .. حتى أنك تصبح بلا روح ..

لكن “هو الله “
و ثقتي بالله أنه لا يريد لنا إلا خير .. و”سيأتي به الله”
ورحمات ربي خفية.. ولكن لمن يُمعن النظر يجد الله في كل خطوة يرضيه..
نعم و سخر لي من ينعش تلك الروح..
ويعيد القلم ليبوح.. 
” لكن السعادة لا تُعطى السعادة هي قوة الإرادة ” .

مقالات سابقة للكاتب

تعليق واحد على “السعادة بين الوهم والحقيقة!!

خالد بن محمد الأنصاري

مقال جميل جداً ورائع يعبر عن السعادة بطريقة عاشتها الكاتبة وكيف كانت تشعر بها في صغرها وعند كبرها وكذلك عند فقدها وخرجت في آخر المطاف بأن السعادة الحقيقة في العيش مع القران والعمل به والتخلق بأخلاقه.
فهنيئاً لك بهذا المقال الممتع ياصاحبة الحرف والقلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *