وأوضح في خطبة الجمعة أن الناس لم يسمعوا كلامًا قط أعمّ نفعًا، ولا أقصد لفظًا ولا أعدل وزنًا، ولا أجمل مذهبًا، من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، مبينًا أن هذا المنبر النبوي كان منطلق بيان رسالة الإسلام، ومنبر دعوته ومطلع شمسه، من مشرق هجرته إلى مغرب الدنيا، ومنه خطب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فوجِم البُلَغَاء، وأطرق الفُصَحَاء، وأُفحم الخُطَبَاء، وأصاخت أُذن الزمان إلى منطق يفيض بالبيان، ويموج بالرحمة، ويتضوع بالعدل، وينضح بالصدق، يتخلل حنايا الصدور، ويستجيش خبايا النفوس.