الحرية القضية الفاعلة في تطور الشؤون الإنسانية المناهضة للمصالح ..
حيث أصبح هذا مطلب و بدرجـات متفاوتة الهدف..
مع وجوب أن تكون المصلحة هي مصلحة الفرد بما يحميها من إرادة ..إذ ليس هناك من خوف من الطغيان على النفس .
فالفرد هو المسؤول الفاعل بنمط من التفكير و ربما من الشعور .
أما النقطة القاتلة ..
هي النضال من أجل الحرية سعياً ، لإزالة العقبات وكبح التدخل و الإستغلال والإستعباد ، حيث يتمكن الفرد من تحقيق أهدافه و رغباته و إهتماماته حسب رؤيته الخاصة..
وكأننا نقول دع الدمـــاغ يحلم نائماً منتبهاً ..
لألوان الحياة .. وسماع صوت الدوافع العميقة ..
وتلاطم أمواج أداة الخيال .. وأدوات الواقع ..
لتأتينا الحقائق اليقظة..
التي كنا في إنتظارها .. وتفاجئنا ..
تفاجئنا ..
أن الإنسان ليس إنساناً إلا بحريته .
حراً في أفعاله مختاراً لها برغبته الداخلية .
فـ بمقدار مالديه من الحياة هو مقدار مالديه من الحرية..
وهدر حرية الإنسان يعطل طاقته و إنتاجه وإبداعه..
فـ بيئة لا حرية فيها بيئة لا إبداع فيها ولا إنتاج ..
الحرية طريق مختصر للنهضة والإبداع..
كما أن الرغبة في التحرر من القيود
أمر جُبل عليه الإنسان .
والخطر ينشأُ .. من الإسراف و التطرف فحين تفسد فطرة الفرد و يشعر بوجوده الذاتي شعوراً مبالغاً فيه.
يكون قد إعتدى على الآخرين ليحقق لنفسه أكثر مما ينبغي له من الحرية والمتعة الفردية الأنانية.
دون الرقابة الذاتية ومظاهر الحياء و الإيمان
والخوف من الله.
والباعث على هذا ضعف الرقابة الذاتية ، و الإعتقاد بأن الإسلام قيد .
الإسلام أقر الحرية وقيدها بالفضيلة حتى لا تنحرف وبالعدل حتى لا تجور . وبالحق حتى لا تنزلق مع الهوى
وبالخير و الإيثار حتى تكون في بناء وإستمرار..
وحرر العقل الإنساني من الخرافات والأوهام والتقاليد والعادات الفاسدة.
كيف.. !
إذ أول مظاهر الحرية الشخصية..
حرية التفكير وتكوين الرأي وطرح ما لا يقبله العقل المنضبط بالقيم الصحيحة الموافقة للفطرة السليمة.
وإذ غفلوا إنزلقوا في خضم حياة بائسة.
تنحط بهم إلى درك الحيوانية.
قال تعالى: ( لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام..)
وبحرية الإعتقاد إذ هو بإسلامه مختاراً وبعقيدة الإسلام يكون إلتزاماً. وبممارسة الشعائر الدينية وحسن رعاية الأداب يكون إنضباطاً..
ولنصل لقيــمة ذلك الشعـــور العجيب ..
الذي يوجده الإيمان سعياً وراء التقرب من الله .
و إلى الإهتداء إليه سبحانه وتعالى واتباع أحكامه وتعاليمه . إذ الروح لا تنشد إلا الوصول إلى موئلها .
ولا يمكن أن يكون ذلك لطالب الحرية.
إلا بالسير في طريقه الروحاني..
يلتمس أطراف الفردوس. و أن الله هو موئله ومصيره.
مقالات سابقة للكاتب