وقال “البدير”: أيها المسلمون من الصلات التي ترتقي في المكارم ارتقاء البدور وتنتظم في لبة المجد انتظام الشذور وتتسع في الفضل اتساع البحور حسن الجوار وإكرام الجار ، واسم الجار يشمل الملاصق الذي يجاورك بيت بيت، والمقارب ولو لم يكن حديداً ملاصقاً والمقابل الَّذِي يَفْصِلُك عنه الطريق والمحاذي والمشارك في الزقاق والسكة والطريق والمخالط في المسجد ونحوه، وقيل من ساكن رجلاً في محلة أو مدينة فهو جار لقوله تعالى في المنافقين (( ثم ليجاورونك فيها إلا قليلاً ))، فجعل تعالى اجتماعهم في المدينة جوارًا وقد أمر الله ببر جار البيت والإحسان إليه وإكرامه دانياً كان نسبه أو نائياً قال جل وعزّ ((واعبدوا الله ولا تشركوا به شئيا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا))، وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه” متفق عليه.