بسم الله الرحمن الرحيم…
ليس من المستغرب أن تتراجع المسيحية في أوربا والعالم فنبؤة الرسول ﷺ الصادق الصدوق الذي لا ينطق عن الهوى لا بد أن تتحقق لأنه مرسل من الله علام الغيوب فقد أخبر النبي ﷺ أن هذا الدين لا بد أن يسود العالم وليس للناس القدرة على إيقاف تمدده وسيطرته على البشرية جمعاء.
فقد أخبر ﷺ عن تميم الدَّاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليَبْلُغن هذا الأمر ما بلغ اللَّيل والنَّهار، ولا يترك الله بيت مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخله اللهُ هذا الدِّين، بِعِزِّ عَزِيزٍ أو بِذُلِّ ذَليلٍ، عِزًّا يُعِزُّ الله به الإسلام، وذُلًّا يُذِلُّ الله به الكفر)) إذاً سيكون ما قال رسول الله وأخبر به عاجلاً أم آجلاً لا بد يقع ،وهاهي أوروبا تشتكي من تراجع المسيحية فيها ورجال الدين في الكنيسة يصرخون ويستغيثون ويجمعون جمعهم ويلملمون شعثهم ليتصدوا لهذا التسونامي الإسلامي الذي طال حتى الكنيسة نفسها، فكم رأينا وسمعنا عن قساوسة ورهبان ورجال دين مسيحيين اعتنقوا الإسلام بعد أن رأوا نور الحقيقة ودلهم الله على الحق الذي لا مرية فيه وإذا تتبع المرء البرامج التي تتحدث عن هذا الأمر فسوف يُدهش من كمية الناس الذين تخلوا عن مسيحيتهم بل وإلحادهم ولا دينيتهم ورأوا بجلاء نور الحق ينير ظلمات أنفسهم وأفكارهم.
لقد حاولت أوربا ومنذ قرون مضت أن تحافظ على المسيحية وأنفقت لذلك مليارات الدولارات والجنيهات وأرسلت البعثات التنصيرية والإرساليات وهذا هو الاسم الحقيقي الذي من المفترض أن يطلق على ما يقومون به من إدخال الناس في المسيحية، اما ما يطلقون عليه من الارساليات بالتبشرية فهو مسمى خاطيء وتمويه ولي عنق الكلمات العبارات والمسميات والحقيقة إذاً فالنتفق هنا على مسمى التنصير وليس التبشير فنقول حاولت الكنيسة بكل ما أُوتيت من قوة ومال ونفوذ وإقتصاد لتنصير الشعوب الفقيرة في آسيا وأفريقيا وكل قارات العالم مستغلة الفقر والجوع والمرض بل أكثر من ذلك في الحقيقة هم من يقومون بصناعة الجوع والمرض والفقر ليتسنى لهم في النهاية إدخال الناس في المسيحية والحق أن العقل الإنساني بل الفطرة التي جبل الله الناس عليها تأبى أن يكون لله ولد فالله واحد أحد فرد صمد لم يلد ولم يولد هو ما يتوافق مع العقل والفطرة فالوجود كله يدل ويقوم على الوحدانية وينفي التعددية للخالق جل وعلا…
إذاً فاليستعد العالم ويسلم الأمر أن الإسلام آتي وبقوة لا يمكن أن تُصد هذا هو موعود الله الذي لا يُخلف وإذا طال بنا العمر أو رحلنا عن هذا الوجود فسوف يرى أبنائنا وأحفادنا هذا الموعود يتحقق وما هذه التخبط الذي يعتري أوربا والعالم المسيحي أو الملحد من تبني مشاريع لا تتماشى مع فطرة الإنسانية وطبيعتها كالشذوذ الجنسي والتحول المثلى ومحاولة إشغال الناس بالمخدرات والجنس وإلهاء البشرية عن النور وإقحامها في دياجير وظلمات الباطل وكل هذا السعار في لفت الشباب بكلا الجنسين الا (رقصة المذبوح) وحلاوة الروح نعم ستتحول كل أوربا والعالم إلى الدين الحق دين الفطرة السوية شاء من شاء وأبى من أبى، لأن الله القوى القادر هو من يتحكم ويقدر الأمور لا البشر المخلوقين من ضعف يقول الله تعالى وهو أصدق القائلين :- (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) ويقول أيضاً :- (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).
فلنكن على ثقة من ربنا وديننا وقرآننا وأن الإسلام والحق والعدل هو المنتصر في النهاية لا شك في ذلك ولا ريب سيشع نور الله برغم سنوات الظلمة وسيبزغ فجر الحقيقة المطلقة وسيسود العدل كل أرجاء الدنيا فالمستقبل للإسلام وحده ولا شيء غير الإسلام هذا وعد الله والله لا يخلف الميعاد.
إبراهيم يحيى أبو ليلى
مقالات سابقة للكاتب