الناس من طبعها السعي لما هو أقل سعراً و أجود صناعة ، و كل شخص يتسوق في المكان المناسب لدخله و مستوى معيشته ، و قلما تجد من ذوي الدخل المحدود من يزور أو يتسوق في اﻷسواق أو الموﻻت ذات الأسعار الغالية ، و بالطبع فإن رواد تلك الموﻻت و اﻷسواق هم النساء حتى من ذوي الدخل المحدود .. يا هل ترى ماسبب هذا التوجه؟!
ما جعلني أكتب عن هذا الموضوع حالتين عايشتهما ، و سأعرضهما لكم :
– الحالة اﻷولى : أنني ذهبت ﻷحد اﻷسواق ذات اﻷسعار الغالية لشراء بعض الملابس النسائية بصحبة اﻷهل ، و ذلك بعد إلحاح منهم لعدم قناعتي بها (اﻷسواق) ، و بدأنا بالتجول حتى وصلنا إلى محل وجدنا فيه ضالتنا و قمنا باختيار نوع من الملابس .. و كم كانت المفاجئة عندما نطق بالسعر الذي كان خيالياً و لكن هوى النساء ﻻيقاوم ، و لحسن الحظ لم نجد المقاس المناسب و خرجنا من السوق و النفوس حزينة على عدم الشراء بعد أخذ صورة لذلك المنتج و موطن صناعته و خامته و توجهنا إلى سوق أقل سمعة و غلاءاً رغم معارضة الأهل ، و لكنني أصريت على دخوله و مع أول محل دخلنا له وجدنا ضالتنا و إذا هي نفس البضاعة بجميع المواصفات و وجدنا المقاس المطلوب و كم كانت المفاجأة عندما سألناه عن السعر .. تخيلوا معي كم كان الفرق بين السعرين .. لن تصدقوا .. إنه أربعة أضعاف الثمن و ذهلنا جميعاً و اشتريناه بين مكذبين و مصدقين ، و من ثم اتجهنا إلى المحل السابق للمطابقة ووجدناه نفسه تماماً “طبق اﻷصل” ..
سألنا صاحب المحل عن سبب هذا الفرق الكبير في السعر بعد اعترافه بأنه نفس المنتج .. و ﻻيخفى عليكم مبرراته لهذا السعر .. و لكن ماسبب إصرار الناس و اتجاههم إلى هذه اﻷسواق مع العلم وجود أسواق أرخص و أقل سعراً ؟! …
– الحالة الثانية : ذهبت أنا و مجموعة ﻷحد اﻹستراحات التي تقدم بعض المأكولات البحرية للعشاء في الطريق ما بين جدة و ذهبان ، و عند وصولنا قمنا باختيار نوع من السمك يسمى (الحريد) ، و ذهبنا عند منسق الطلبات و كم ذهلنا عندما قال لنا بأن سعرالكليو 130 ريال بينما سعر الكيلو من نفس النوعية و قد يكون أفضل مما عنده ما بين (80/70) ريال ، و سألنا المنسق عن هذا الفرق في السعر ، فبدأ يسرد لنا خدماته مع العلم أن أي خدمة تقدم لك محسوبة عليك خارج نطاق المشتريات .. أليس هناك رقابة على مثل هذه اﻷسعار في كلا الحالتين؟! ..
خاطرة : ﻻتقل لي أن أحد ما أجبرك على الذهاب لمثل هذه الموﻻت أو اﻹستراحات .. فهذا ليس مبرر و كما لديك نزعة ﻹسعاد أوﻻدك فغيرك لديه نفس النزعة .. فهل للأسر أن تراجع نفسها و هواها عن مثل ذلك و توفر تلك المبالغ لما ينفع اﻷسرة .. و الله الهادي إلى سواء السبيل .
عبدربه المغربي
مقالات سابقة للكاتب