قال جون ديوي : ” أن التعلم الحقيقي يأتي بعد أن نترك المدرسة و لا يوجد مبرر لتوقفه قبل الموت” ، أي أن التعلم الذاتي المستمر هو مفتاح النجاح و السعادة و الحياة الايجابية ، و هو تعلم لا يقتصر بعمر معين و إنما هو تعلم دائم مستمر مدى الحياة .. فيتعلم الإنسان مايحتاج إليه من علوم و معارف و مهارات كل على حسب قدراته و استعداداته و وفقاً لميوله و هواياته ، فإن هذا النوع من التعلم هو أفضل أساليب التعلم لأنه يرفع ثقة الإنسان بذاته و يساعده في حل مشكلاته و تحقيق أهدافه بسرعة ..
و لكن التعلم الذاتي المستمر يحتاج إلى رغبة صادقة للتعلم و عزيمة قوية و مثابرة و إصرار و صبر و تعلم من الأخطاء السابقة ، و معرفة المهارات التي يحتاجها الفرد ، فيركز على تعلمها بطريقه ممنهجة مرتبة و وفقاً لجدول منظم ، فلا مجال للعشوائية و إضاعه الوقت و الجهد ..
و على سبيل المثال .. إذا أراد شخص أن يحقق هدف يشغل باله لكنه لا يستطيع أن يدير وقته بطريقة جيدة ، فهنا عليه أولاً أن يتعلم كيفية إدارة وقته بطريقة صحيحة ، و حتي يتعلم هذه المهارة فعليه أن يقرأ في كتب تتحدث عن مهارة الوقت و إدارة الأولويات حتى يكتسب ثقافة عالية عن أهميه الوقت ، و من ثم يحضر دورات تدريبية أو يبحث في مواقع الإنترنت عن نماذج و جداول عملية تساعده في تنظيم وقته ، و مع القراءة و التدريب تصبح مهارة إدارة الوقت عادة مكتسبة لديه ، استطاع اكتسابها بتعلمه الذاتي و لم يكتسبها في التعليم المدرسي .. فالتعليم الذاتي المستمر تعلم ممتع و جميل و يجعل الإنسان يحقق ذاته .
“لمى عطية المزروعي”
مدربة في تطوير الذات و البرمجة الإيجابية
مقالات سابقة للكاتب