وقال في خطبة الجمعة اليوم بالمسجد الحرام: “المال زينة الحياة الدنيا، وهو عصب الحياة، جعله الله قياما للناس، فبه تقوم المصالح العامة والخاصة، قال تعالى: ﴿ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما﴾، أي: التي بها قوام عيشكم الذي تعيشون به، فلذا جاءت الشريعة بتنظيم أمره، وحرمت تحصيله بغير حقه، وبينت السبل المشروعة في تحصيله وإنفاقه، وجعلته من الضروريات الخمس، وقرنه النبي صلى الله عليه وسلم، بالدماء والأعراض، كما في خطبة الوداع، ولما كانت النفوس مفطورة على حب المال، والحرص عليه، وطلب الاستكثار منه، كان للصدقة منزلة عظيمة، فهي من أجل العبادات والقربات، التي يحبها الله ورسوله، وما ينفقه العبد ابتغاء وجه الله، هو الذي يجده أمامه يوم القيامة، فلا يبقى له من ماله، إلا ما تصدق به، فادخر ثوابه لآخرته، وما سوى ذلك، فإنه ذاهب وتاركه لغيره.