أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور أحمد بن طالب حميد في خطبة الجمعة المسلمين بتقوى الله عز وجل سرا وجهداً.
وقال فضيلته :” عباد الله.. إن لله آنية من أهل الأرض.. وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين، وأحبها إليه ألينها وأرقها، فالأبرار تغلي قلوبهم بأعمال البر، والفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور، والله يرى همومكم فانظروا همومكم، فإنما عمل المرء تبع لهم قلبه، وليس من الآنية مقبولًا عند الله إلا ماكان في طاعة الله، رقيقًا عند ذكر الله صافيًا نقيًا مما يكرهه الله ويأباه.
وأضاف فضيلته: والألسن مغارف القلوب وآية طهارتها وسلامتها إدمان ذكر الله تعالى كما قال في كتابه (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، ومنه تعلم العلم وتعليمه والفقه في دين الله تبارك وتعالى، قال صلى الله عليه وسلم : إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا” قيل: وما رياض الجنة؟ قال: حِلق الذكر. وهي مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتوضح فيها الأحكام ويعرف الناس بربهم وبأسمائه وصفاته وأوامره ونواهيه سبحانه.
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي: من رزق اليقظة شح بالأوقات وحاسب نفسه على الأنفاس محاسبة الغريم، فقوَّم أعماله وأقواله، وجاهد في إخلاصها لوجه الله تعالى، ومن توجه بقلبه إلى الله وجمع هم قلبه على مولاه كفاه ربه ما سواه.. قال -صلى الله عليه وسلم- : من كانت الآخرةُ همَّه ، جعل اللهُ غناه في قلبِه ، وجمع له شملَه وأتتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ.