لعبارة “زوجوه يمكن يعقل” ضحايا من الفتيات لا ذنب لهن في ذلك والسبب يعود لأهل ذلك الشاب عديم المسؤولية والمعتمد كلياً على عائلته في الصرف عليه وعاطل بدون عمل ومسبباً لهم الكثير من المشاكل وسئموا من تصرفاته وبدلاً من تعديل سلوكياته وتقويمه فكروا في تزويجه حتى يرتاحوا منه ومن تصرفاته وتصبح الضحية الفتاة المسكينة لا تقديراً لها ولا يلبي احتياجاتها ولا يؤمن التزاماتها ففي الماضي والجهل لا يتزوج الفتاة إلا بن عمها ولا يتزوجها أحداً من خارج قبيلتها أو عائلتها وهذا يعد ظلماً واضحاً وجلياً لها وتصبح بعدها عانساً والآن والحمد لله بعد العلم والمعرفة تلاشت هذه العقدة قال الله تعالى (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض) فبعد أن تكتشف تلك الفتاة الضحية المتزوجة سلوكيات زوجها تتوتر تلك العلاقة الزوجية شيئاً فشيئاً وتخرج خارج نطاق عش الزوجية إلى الأسرة (والديها) فمنهم من يتفهم المشكلة وحلها والبعض الآخر لا يتفهمها ولا يضع لها الحلول وإنما يقول لابنته اصبري مع الوقت يتغير فيمر الوقت وتتفاقم المشكلة حتى تنجب طفلاً أو طفلة ويصبح الضحايا في زيادة ، والخوف كل الخوف لتلك العائلة من طلاق ابنتهم وهذا يعد عيباً في عَرف العائلة والقبيلة وعندما تتطلق الزوجة هناك تبعات للمعاناة في المحاكم سواء في عدم البت في القضية ومماطلة الزوج في النفقة وحضانة الأولاد… الخ فعن محارب بن دثار عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق . فبعض حالات الطلاق تتم في أتفهه الأسباب ومن الضروري أن يتم توعية الزوجين قبل زواجهما بالدورات والندوات فهي موجودة لكن لا تجد إقبالاً من الشباب والفتيات للأسف ونريد تكثيفاً لها وهنا دور الأسرتين يأتي بضرورة التحاقهم بتلك الدورات والندوات. ففي حصيلة حالات الطلاق الواردة إلى محاكم السعودية خلال عام 2010 بلغت 9233 حالة، مقابل 707 حالات زواج في الفترة نفسها، بمعدل 25 حالة طلاق مقابل كل حالة زواج واحدة يومياً، وهو العدد الذي رأى فيه بعض المتخصصين تصدر المملكة كافة الدول الخليجية والعربية في ارتفاع حالات الطلاق . وحتى لا أكون قاسياً على الشباب وأن السبب في حالات الطلاق هم فقط وإنما بعض الفتيات هن شريكات في ذلك بعدم تفهمهن لظروف الزوج المالية وغيرها ، وكذلك تدخلات بعض أهل الزوجين السلبية في حياتهما وما هو مؤسف وغير مقبول جداً هو استمرار الزواج لعدة أشهر أو أقل من خمس سنوات وتسمع بطلاق زوجين وانفصالهما ، ولا أنسى الزواج من غير فتاة سعودية متغربة عن أهلها وذويها وبلدها وإغرائهم بالمال ويتم تطليقها بعد زواج نتج عنه إنجاب طفل أو طفلين وأخذهم عن حضن والدتهما أليس هذا جريمة في حق والدتهم التي لا تعلم عنهم أي شيء بسبب قسوة قلب ذلك الرجل ، فلنكن أكثر وعياً ونشعر بالمسؤولية ونضع مخافة الله نصب أعيننا.
وأخيراً أعتذر عن الإطالة فالموضوع في غاية الاهمية وأتأسف منكم جميعاً إذا لم أعطه حقه .. وأقول ما أتى بسهولة يذهب بسهولة .. ولكم كل الود والاحترام والتقدير.