وقال: اعلموا يا رحمكم الله أن لله اصطفاءات من خليقته واجتباءات من بريته، تفضيلا دالا واسع فضله ودقيق عدله وبديع حكمته، فإنه المطلع على حقائق الأمور وجواهرها، الخير ببواطنها وظواهرها فله جل شأنه اصطفاءات في الزمان والمكان والأعيان، يختار من الأماكن أشرفها، ومن الأزمان أفضلها، ومن الأعيان أزكاها وأخلصها، فيجعلها محط الفضائل ومهبط البركات ومهوى الخيرات، فعدله وفضله السابغ هو لسان ميزان الاجتباء والاختيار، وأن منزلة شهر رمضان بين الشهور بمنزلة الربيع من الزمان، والجوهر النفيس من التيجان.