إن المجتمع منذ نشأته احتاج و لا يزال يحتاج إلى أفراد يتطوعون في خدمته بمقابل أو بدون مقابل ، لقضاء حوائج الناس تارة في العلانية و تارة أخرى في الخفاء تقرباً؛ لله عز وجل و ابتغاء رضوانه ..
و كذلك هو الحال حتى عند أهل الديانات الأخرى ، فهم يريدون الرضا النفسي و يرون أن مساعدة الناس تأتي بتلك الراحة النفسية ، و أن المعروف ينجي من المآسي و يغير مسار المجتمع ، و على كُل حال فلكل متطوع أو عامل هدف يسعى له ..
و لقد انتشرت بحمدلله خيراته في هذا البلد و أصبح هناك بدل الكريم كرماء .. و بدل المعلم معلمين و علماء .. و بدل المثقف مثقفين و إعلام .. و لكل أمر في هذا الكون ضد يعاكسه في الاتجاه و يخالفه في القيم و الأهداف ..
و لو نظرنا للصفة الإيجابية في العطاء بكل أنواعه فالعد يرهق العادين من فضل و غيث محتاج و دفع مجتمع إلى الأفضل و إلى غير ذلك .. و لكنه في عصرنا هذا و مع إنتشار التقنية و الاتصال خرجت لنا إشكالية المجاهرة بالعطاء متعدد الأشكال ، و أصبح الوضع مزري حتى انتقل إلى سلك التعليم و المثقفين ، و أصبح الفلاش أهم من النتاج المعرفي ، و مع التغير الحاصل تنتهي كل الأحداث الجميلة بلقطة فلاش بيضاء على ورقة سوداء ..
هنا المشكلة ياسادة يا كرام … ليكن العطاء ناتجاً متحققاً و واقع ملموس ، و بعد ذلك فأهلاً بالفلاش في تقاطع الطرق .. فتقاطع الطرق لا بأس به إذا كان سيؤدي بنا إلى طريق آخر لنكمل المسير نحو الهدف الأسمى .
كاتب حرف
مقالات سابقة للكاتب