دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. علي بن عبدالرحمن الحذيفي –في خطبة الجمعة-: إلى الاستكثار من الحسنات في أيام الشهر الفضيل، مستدلا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ”.
وقال: إن البعيد ما قد مضى وانقضى وإن كان أمسك القريب، وإن القريب ما سيأتي فما مضى من أيامك لن يعود، وما تستقبله ستلقاه قريبا، قال الله تعالى: ” يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه”، وقال تعالى: “إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا”، فإذا كان الأمر كما ذكر الله فاعمل الصالحات لحياتك الأبدية قبل “أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين، أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين، أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين”.
وأضاف: الحمد والشكر على أن علمنا ما ينفعنا وحذرنا مما يضرنا، قال الله تعالى: ” كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون”، وقال تعالى: “فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون”، وقال سبحانه لسيد البشر صلى الله عليه وسلم، “وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما”، فالفضل مبدؤه من الله، ومنتهاه إلى الله تعالى، فلله الحمد والشكر على نعمه، وإذا كان حال من لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر يفرحون بلعاعة الدنيا وزخرف متاعها الحائل الزائل كما بين الله تعالى في كتابه بقوله: “الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع”، وقال تعالى عن هؤلاء الكفار: “ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين”.