كان ولم يزل تطلعي المعرفي لاستكشاف الجديد قائما ، وللبحث عن الأسئلة الملحة حافزا وداعما،وكانت واحدة من تطلعاتي التوغل في العمق النجدي للتعرف على إنسانه الذي أسهم في بناء هذا الوطن العظيم عبر مفاصل ومواقع شتى ليسهم بدفع عجلة بناء الدولة وتناميها المضطرد ، وخلافا عن الرياض العاصمة الحبيبة ؛ كانت الزيارة لثادق أول زيارة لقلب نجد ،وهاهي الفرصة تلوح لاستكمال الولوج في العمق النجدي من خلال دعوة كريمة لزيارة المجمعة من العالم الجليل والأديب المبرز حمد بن ناصر الدخيل الذي حرص على دعوة جملة من أدباء ومثقفي الوطن وأساتذة الجامعات لزيارة مسقط رأسه مدينته المجمعة وفاء لها وأداء لحقها :
وللأوطان في دم كل حر
يد سلفت ودين مستحق
فنشطت لتلبية كريم دعوته إجلالا له واستجابة لهذا التطلع الاستكشافي ؛فانطلقت ورفيقي الشيخ أحمد النزاوي من ينبع صباح الثلاثاء متجهين صوب المجمعة بالسيارة مرورا بالمدينة لاستقبال رفيقنا الثالث في الرحلة المثقف والأستاذ محمد باوزير العباسي قادما على صهوة القطار من جدة ،ولاكتساب مزيد من الوقت هاتفت الصديق الأثير علي سعود الأحمدي ليقوم باستقبال أخينا أبي فراس العباسي من محطة القطار ، وموافاتنا في سوق الطباخين الشهير بالمدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم ، وصلنا إلى المدينة الحبيبة ووجدنا أخانا علي الأحمدي برفقته رفيقنا القادم من جدة وقد هيأ لنا إفطارا شعبيا لذيذا ومتنوعا وسخيا –وتلك سجيته- تناولنا الإفطار وودعنا صديقنا المدني(أبو مجدي) وانطلقنا نتنكب طريق القصيم في الحادية عشرة والنصف صباحا لنصل القصيم في حدود الرابعة عصرا عبر رحلة ممتدة تخللها وقوف واحد لأداء الصلاة جمعا وقصرا ، وكان التوجه أن نقصد المجمعة مباشرة ،لكن مهاتفة من الكريم والنبيل حقا الدكتور حمد السويلم رئيس نادي القصيم الأدبي وإصرار منه حسم الأمور بحجز الفندق لنا وحرصه على حضور ندوة مهمة في إحدى قاعات إمارة القصيم برعاية من سمو أميرها المثقف الأمير الدكتور فيصل بن مشعل كل ذلك حتم علينا تغيير البوصلة لنتجه نحو بريدة ، لنحط رحالنا في مقر سكننا ، ليفاجئنا مضيفنا المضياف بعد صلاة المغرب بقدومه حاملا رمز كرمه الشهير (القهوة والتمر السكري ) لننطلق بعدها إلى مقر الندوة بعدما رتب الدكتور حمد حضورنا مع المراسم بالإمارة ، كانت الندوة (التأسيس وأثره على الأمن والاستقرار ) ثرية بعنوانها الذي اقترحه سمو الأمير فيصل ، وبالمشاركين فيها كالدكتور عبد الرحمن الفريح والدكتور نايف الشراري والدكتور عبدالله العجلان والدكتور علي المهيدب ، وزادها ثراء تلك المداخلات والتعليقات من قبل سمو الأمير المثقف ، وبعد تناول العشاء على مائدة سمو الأمير ، حرص الدكتور حمد أن نتشرف بالسلام على سمو الأمير الذي استقبلنا بكل خلق كريم وتواضع وبعد التشرف بمصافحته قلت له وهو لم يزل قابضا على يدي بحرارة الكبار ( أهنئك ياسمو الأمير على فكرة الندوة واستحضار البعد الأمني في معنى التأسيس ،وواصلت الحديث : ثمة نقطتين مهمتين في يوم التأسيس وصلته بالجانب الأمني ؛ الأولى : قدم هذه الدولة وقدرتها على الصمود والاستمرار وأنها قد تنثني ولاتنكسر فلا مجال فيها لطمع طامع ولاخديعة مخادع ،لأنها قامت بقدر الله وستبقى بإذن الله ، والنقطة الثانية : أن كل عضو أو جزء في مكون الدولة عبر عصورها هو جزء في هذا الكيان وسيبقى العضو عضوا والجزء جزءا ولا يمكن أن يصبح الجزء كلا بأي حال )بعدها أثنى سمو الأمير على ماقلت وتمنى علي لوتداخلت في الندوة وقلت ذلك ؛ ولأنني قرأت حديث سموه على أنها رسالة يتعين وصولها ، فلعلها وصلت عبر هذا المنبر ،غادرنا مقر الإمارة وعدنا لنخلد إلى النوم ، لنبكر صباحا قاصدين مدينة شقراء للقاء الصديق والزميل التربوي الأستاذ عبد الله المقحم الذي رغبنا في زيارته كثيرا ، كانت شقراء تبعد عن بريدة بأكثر من مائتي كيلومتر ، وعرفنا بوجود طريقين يوصلان لها ، سلكنا طريقا يمر ببعض المزارع ، حتى وصلنا إلى مدينة أشيقر التاريخية ، فحرصنا على التجول في القرية التراثية وهي جد جميلة ؛ حيث تشتمل على دار التراث التي تأسست في عام 1420هـ ، ومتحف حمد السالم التراثي الذي يضم المقتنيات التراثية ،وعددا من الدور والمنازل التي أعيد تأهيلها وترميمها ، كما زرنا دكان جدي حمد لصاحبه حمد بن عبد العزيز الضويان والدكان يشتمل على الكثير من الحلويات والمأكولات التي كانت تباع قديما ، وصاحبه مهتم بتاريخ أشيقر ، وأعد بحثا في هذا الصدد بعنوان ( أشيقر عبر عشرة قرون ) وزودني بنسخة منه مشكورا ، ويذكر في بحثه نقلا عن ياقوت الحموي أن أشيقر كانت معروفة في العصر الجاهلي حيث ذكرها الشاعر الجاهلي مضرس بن ربعي الأسدي :
تحمل من وادي أشيقر حاضره
وألوى بريعان الخيام أعاصره
********
ولم يبق بالوادي لأسماء منزل
وحوراء إلا مزمن العهد داثره
كانت المنطقة التراثية بأشيقر باذخة الجمال حيث زرنا المنتجع السياحي وتناولنا الشاي فيه كما طفنا بدهاليز المنطقة القديمة المرممة بجهود ذاتية في كثير من نواحيها كدال على انتماء من أبنائها لها وإن انتقلوا إلى مدن أخرى ، وبعد الجولة واصلنا نحو شقراء التي لم تكن تبعد كثيرا عن أشيقر قاصدين مضيفنا الكريم عبد الله المقحم ، وصلنا شقراء التي تأسرك بألق ظاهر على محياها وبروح مشعة في نواحيها لتهتف ( شقراء ولامراء ) جلنا فيها وفي شوارعها قبل أن نهاتف صديقنا أبي عبد الرحمن الذي رحب بنا في مزرعته الواقعة بين شقراء وأشيقر ، توجهنا نحوه وقابلنا بالترحاب الكبير هو وإخوته الأفاضل ، وقضينا وقتا ماتعا بصحبته فهو نعم المؤنس والأنيس ونعم المضيف وبعدما تناولنا طعام الغداء كان الحلو بقفشات وملاطفات تعبر عن روحه الظريفة التي نعهدها عنه ،ودعنا مضيفنا وإخوته شاكرين مأسورين واتجهنا إلى المنطقة التاريخية بشقراء ،وهي منطقة كبيرة متسعة تشتمل على منازل ودور ومدارس وآثار متنوعة ، ولعل من المعالم التي مررنا بها منزل الشيخ عبدالله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي اليدار النجدية المولود عام 1194هـ والمتوفى عام 1282هـ ،والمنزل رمم على نفقة ابنه محمد عام 1432هـ ، ومنزل الشاعر عبد الله بن محمد الصبي ( مبيلش) المولود عام 1301هـ والمتوفى عام 1371هـ ، ورمم على نفقة سليمان بن عبد الرحمن الصبي ، واللافت في الأمر أن الترميم بجهود ذاتية تدل على قوة الانتماء لشقراء من أبنائها ، وبولاء من أبناء هذه الأسر لأسرهم لإحياء ذكراهم، بعد ذلك جلنا في شوارع شقراء لنغادر بعدها متجهين صوب المجمعة ، وصلنا الفندق المعد لنزولنا قبل المغرب ووصلني اتصال من الشيخ الجليل أبي رياض يطمئن على أحوالنا وراحتنا ، بعد العشاء جلنا جولة قصيرة في شوارع المجمعة لنعود بعدها للفندق ونخلد للنوم مبكرين بعد رحلة طويلة ، لنستيقظ الصباح منتظرين وصول الأحبة من المدعووين ، أسعدني شيخي المبجل الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع بالاتصال بعد الثامنة صباحا يبشرني بقدومه ، ثم توالى وصول الأصدقاء تباعا ، وبعد قدومه ذهبنا لتناول إفطار خفيف يرافقنا الشاعر الدريهم ، ثم عدنا نستقبل الواصلين تباعا ، جاء وقت الغداء وتوالى قدوم أبناء المجمعة وأعيانها للترحيب بنا معالي المهندس عبد العزيز التويجري والمخرج شلهوب الشلهوب وعبد العزيز الدخيل ووجمع كبير من الرجالات الذين كانت قلوبهم تسبق أياديهم بالمصافحة ، وابتساماتهم تسبق كلماتهم،لتناول بعدها غداءنا على مائدة كرم مضيفنا الدكتور حمد الدخيل ، وبعد صلاة العصر جلنا في المنطقة التراثية بالمجمعة وهي ثرية بتنوعها ومبانيها ،وأكبرت كثيرا أن أغلب العاملين في السوق وفي منافذ البيع هم من شباب المجمعة الذين يتدربون في نادي التراث ،ونادي التراث فكرة رائدة جلنا فيه مع الأخ حمود المزيني الذي لم يبخل علينا بأي معلومة ، وشاهدنا النادي بما يشتمل عليه من ورش لتصنيع مواد وأدوات محاكية للمواد التراثية من قبل شباب النادي ، ولعلها إحدى الأفكار التي تستحق الدعم والمساندة والتعميم بعد الدراسة ، كما وقفنا على وقف الملك عبد العزيز من الماء لأهل المجمعة ومدرسة أحمد الصانع وبيوت ومنازل أخرى ، وكان منظر المنطقة التراثية مبهرا وهي تكتظ بالأسر والأهالي القادمين من مدن ونواح عديدة ،كما شاهدنا معالم المجمعة مثل المرقب وجبل منيخ ووادي مشقر ، لنتجه وقت المغرب إلى ديوانية أبناء وحفدة زيد الشلهوب في نفس المنطقة التاريخية ؛ فأدينا صلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا وتناولا القهوة ، ثم اتجهما إلى قصر المؤرخ حمود المزيني في أول حرمة التاريخية ؛ فقدم الدكتور والعلم الجليل محمد الربيع محاضرة بعنوان ( يوم التأسيس من الإمارة إلى الدولة ) وكان باذخ الحضور كعادته ، قابضا على مكامن السحر والإبداع في حديثه ، موفقا في تحليل القرار الملكي الداعي للاحتفال بيوم التأسيس وافتراقه عن عن غيره من القرارات الملكية المعتادة ،لتبدأ بعد ذلك الأمسية الشعرية التي شارك فيها الشعراء : د. سعد الرفاعي ، وصالح العوض وصالح العمري ود. عبد الرحمن العتل وعبد الله الدريهم وماجد الجهني ود. يوسف العارف ، وأدار المحاضرة والأمسية بسلاسة د. ظافر العمري ، وكان من الطبيعي أن تدور جل النصوص حول المجمعة والاحتفاء بيوم التأسيس ،وبعد الانتهاء وتناول العشاء عدنا للفندق،بقي أن أشير أنني تجاوزت الحديث عن تاريخ المجمعة والسدير لعلمي أن أستاذنا المبجل د. حمد الدخيل يعمل على موالف يرصد كل هذه الجوانب ؛فلعله يظهر قريبا ،التقينا في الصباح على الإفطار لتدور مسامرة صباحية حافلة بالعلم والأدب والتاريخ بحضور شيخينا الدكتور الربيع والدكتور الدخيل ومشاركة الدكتور عبد الله السلمي وعدد من الإخوة الكرام ، ولله ما أجمل المجاذبات والملاطفات بين علمين كبيرين كالدكتور محمد الربيع والدكتور حمد الدخيل!! ،وأحسب أن حكايتهما وملاطفاتهما بعضهما جديرة بالرصد في كتاب أثق أنه سيجد الرواج متى صدر ولعلي أقترح له الأديب الخلوق الدكتور عبد الرحمن العتل لرصد ذلك لقربه منهما من جهة ولتميز روحة بامتلاك الطرفة النجدية اللطيفة وليته يفعل !
أدينا صلاة الجمعة في الجامع الكبير بالمجمعة وهو جامع متسع وحديث التجديد ،عدنا بعده متجهين إلى مزرعة أبناء محمد بن ناصر التويجري في الجو لنجد معالي المهندس عبد العزيز وأعضاء أسرته الكريمة في استقبالنا ، فأكرمنا غاية الإكرام ، لنتجه بعدها لتناول القهوة في مزرعة الأستاذ حمد الجعوان في جوي الذي رحب وهلل ، ومنها إلى منتجع الأستاذ خالد الثميري الذي استقبلنا ببشاشته المعروفة وتجول بنا في أنحاء المنتجع الجميل ، وبعد العشاء اتجهنا إلى مزرعة محمد بن عبد الله التويجري رحمه الله في منطقة سد المجمعة القديم ، فاستقبلنا المضيف ومعالي المهندس عبد العزيز التويجري وجملة من الأسرة الكريمة ، فأكرمنا غاية الإكرام ، وقبل مغادرتنا وجدت الكسرة الينبعية تنزلق على لساني امتنانا لتقول لآل التويجري :
ياتويجري والمعاني صف
توقف على ساحة لساني
********
كيف أتخير لشكرك حرف
يوفي باحاسيس وجداني
لنعود للفندق ونخلد للنوم استعدادا للسفر صباحا ، فيما يواصل الزملاء الباقون زيارة ناديي الفيحاء والفيصلي ومدينة حرمة التاريخية ،وعند الساعة السادسة والنصف من صباح السبت كنا منطلقين بسيارتنا قاصدين ينبع عبر مسافة تسعمائة وثلاثين كيلوا مترا ، يرافقنا الصديق أبو فراس العباسي الذي سيكمل رحلته إلى جدة من المدينة عبر القطار ، وعند العودة استعدت تفاصيل الرحلة لأصل إلى خلاصة مفادها أن كل بقعة من بلادي هي بقعة ضوء كبير وقيم أصيلة وخلق جميل ، فقد كان أبناء المجمعة مجتمعين ومجمعين على الاحتفاء والترحيب ولله ما أصدق الشاعر عثمان بن سيار عندما وصف أناس مدينته :
جمعت العلا والندى والسعة
فسماك أجدادنا المجمعة
كما أكدت هذه الزيارة ما كان قد وقر في نفسي واستقر من أن أعظم مشروع وحدوي في العصر الحديث كان مشروع الملك عبد العزيز رحمه الله في توحيد هذا الوطن الغالي ، فله الدعاء بالرحمة والمغفرة ولأبنائه بالسير مقتفين أثره ، ولوطننا بالعزة والاستقرار في ظل قيادة راشدة حكيمة ، وجميعنا مسؤول عن الإسهام في استمرار نموه وتعزيز وحدته وتلاحمه وتعميق هذه المعاني في نفوس أجيالنا القادمة .وبأن جولة كهذه تترجم الكثير من معاني التأسيس والوحدة .
وأخيرا ….ألوح لأبناء المجمعة الكرماء بالحب بقصيدة مهداة ل( فيحاء نجد):
مجمعة القلوب
هي مجـــمــــــع لــــلــمــاء والأحيـــــــــــــــــــــــــــــــاء والحب فيــهـــا مـــلهــــم الأسمـــــــــــــــاء
********
فتجمعت فيها القــــلوب تآلــــــــــــــــــــــــــفــا وتــــعــاضدت لمــسيـــرة وبـــــنـــــــــــــــــاء
********
تــاريــخها يــحــــــكي صمـــــــــــــــود مديــنة ضــــد الــغــــــزاة بــقـــوة ودهـــــــــــــــــــــــاء
********
ورجـــالـــها أوفــى الـرجال قـــــرأتـــــــــــــــــــهم أوفـــــوا لآخر لـحـــظـــــــة بــبــــــــــــــلاء
********
صدقوا الوفاء مـعــــــــــــــــــزبا حتى انـــتهــى فأتــــوا (مـــــعـــــزي) خــــلـــَّصا بــولاء
********
منها الرجال كواكب قد أسرجـــــــــــــــــوا إخلاصهم إذ ضـــاء للجــــــــــــــــوزاء
********
نهضوا مع الصقر الطموح جمــــــــــيعهم فــتعــاهــدوه بـبــيــعـــة وفــــــــــــــــــــــــــــــداء
********
ساروا على البــيضاء تحــــت لـــوائــــــــــــــــه أكـــــرم بــــه من قــــائــــد ولــــــــــــــــــــــواء
********
ورجــــال مجمعــــة القلـــوب تــــــــــــــــــعددوا أعلامها سمـــقــــوا بكـــل فضـــــــــــــاء
********
حقل من التاريخ يســــــــــــــــــــكب حبره ابـن الحــــقــيل بمــنهج العـلمـــــــــــــــــاء
********
هتف الصبــاح إلى السراة بليـلـــــــــــــــهم فابن التــويــجر بلـغـة الأدبــــــــــــــــــاء
********
حَرْمةْ وقد حرم الخمول بســــــــــــــاحها أبـــناؤهـــا عـــــدوا من النــجـــــــــــــــباء
********
حَــرْمـــــةْ بــها الـــلـــعبــــون أول أمــــــــــــــــــــره وربــــيعـــها مــتنفس الســـــــــــــــــعــداء
********
وأديبها الإدريس، والمــــــــــــاضي الذي مازال معدودا من الوجهــــــــــــــــــاء
********
وجــلاجلٌ كــزلازلٍ نـحــــو الــعـــــــــــــــــــــــلا بــــتطلــــعٍ لمـــراتــــب الـــــــــــــــــــــــــــــــوزراء
********
وتـُمــيــْر تـمـــــر العــــاشقــين لأمســـــــــهم تــــاريخــها مــــاضٍ بـلا إغــفــــــــــــــــــاء
********
وســديــــر حــــوطتـــها صديق أهلــــــــــــــــة فـــهي الأخص لرؤيــة وترائــــــــــــــي
********
وحصونها نعـــم الأسود حـــيـــــــــــــــــــــــادرٌ عركوا الأمور بمنطق الحكمـــــــــاء
********
وبأمسهــــا العــــدوي كـــــــــــــــــــــان مـــبــرزا في (عودة) الأشعار والشــــــعراء
********
والـــعتْــــل جـــــــاء على الطريق مـــغــــــردا وإلــى الـتــــويــــــم تـيـمــم الأدبــــــــاء
********
كي يسمعوا فواز ينشد شعـــــــــــــــــــــــره فالشعر فاكهة لكل مســــــــــــــــــــــــــــــاء
********
وعــشيــرة فيها النقوش بخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــزة ودبيس طاب بمصيف وشــــــــــــــــــتاء
********
حيّ ابن فشخاءٍ وخطو فعـــــــــــــــــــــاله منـــح الضياء منافـــذا لضـــــــــــــــــــــــــــياء
********
سار الضيوف إلى الدخيّل شوقهم لرياضه يشدو بطيب حـــــــــــــــــــــــــــداء
********
فتعانقت منا القلـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوب محبة قبل اللقاء بألف ألف لقــــــــــــــــــــــــــــــاء
********
(فيحــــاء نــجــــدٍ )والعبـيــــر نســـــــــــــــائـــــمٌ نبـــضت بـــقـلب سـدير والأنـحـــــــــاء
********
فيك ابن سيار ترنم والهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا لما جمعت مآثر الشرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء
********
سعة ونجمك للعلا وبك النـــــــــدى اسموك مجمعة بلا غلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواء
********
ما زال صـــوتــك بالــتبـوتــــق آســــــــــــرا بــــــــتـــنـــــوع الأحـــــــيـــــــــاء والأفــــــــــيـــــــــــــاء
********
جبــــل منــيـــخٌ ثــم مـــرقـــبُ ســــــــــامقٌ يرنو لمـــــشقـــر جاريا بسخــــــــــــــــــــــــــــــاء
********
تسقي به الوديـــــــــــــــــان أجمل روضةٍ بــسديــــر فــاتــنـــةً عــــــــيــــون الــــرائـــــــــي
********
أبنــاؤها جعــلوا الرياضـة ســــــــــــــــــــلمــاً لــلمجــــد واذكـــــر فــــرقــــة الفيحـــــــــاء
********
(فــيــحـــاء نـــجــدٍ )والمـــزايــــا جـــــــــــــــــــــمـَّــةٌ إن الحـــروف سفينــــــة الإحـــــصـــــــــاء
********
فلتعذري حرفــاً جفاف مــــــــــــــــــداده أعـــــيـــاه أن يــرقى إلى الــــبلـــغــــــــــــــــــــــاء
********
فأتـــى وإرث الــيــنبــعــي يــحـــــــــــــــــــــــثـــه لــــيــــذيـــــع للأوطــــان بــــعــــض وفــــــــاء
الدكتور سعد بن سعيد الرفاعي