فرحة العيد

عيد الفِطر هو مطلع شهر شوّال،ويومه إعلان عن إتمام فريضة الصيام،ويفتتحه المسلمون بأداء صلاة العيد؛ شُكراً لله -تعالى-، وحَمْداً له على تمكينهم من إتمام عبادة الصيام،وقد سُمِّي عيداً؛ لأنّه يعود على المسلمين بالفرح والسرور كما بيّن ذلك ابن الأعرابيّ، وقال ابن عابدين إنّه سُمِّي عيداً؛ لأنّ الله -تعالى- يعود بالإحسان على عباده في العيد؛ بالفِطْر بعد الصيام، وأداء زكاة الفِطْر.

ويحتفل المسلمون في هذا اليوم باستقبال عيد الفطر المبارك بعد الانتهاء من صيام شهر رمضان ، والعيد يبعث على البهجة والسرور في نفوس الناس خاصةً الأطفال، حيث يتمّ خلال العيد تبادل الزيارات والخروج للعب، ويقوم كثير من المسلمون بتحضيرات العيد لزيادة البهجة والسرور، يجتمع أفراد الأسرة المسلمة قبل العيد بفترة وجيزة، وذلك من أجل التخطيط للعيد، واستقباله، والاحتفال به، وتجهيز لوازمه، والمتمثلة باللباس، والهدايا، وتحضير مُتطلبات كلّ فرد، وتعيين الأوقات المُناسبة لزيارة الأقارب، وهذا بهدف تحقيق التآلف والمحبة بين أبناء الأسرة الواحدة.

ومن الاستعدادات من ليلة العيد تعليم الأطفال وأهل البيت كيفية التكبير، ووقته، وصيغته. إشراك الطفل في توزيع صدقة الفطر، وتوضيح هيئتها وأهميتها لهم. اصطحاب الأطفال إلى صلاة العيد. توضيح أهمية صلة الرحم؛ وذلك من خلال اصطحابهم إلى زيارات الأقارب والجيران، وتهنئتهم بالعيد. تعليمهم أهمية التسامح، والصفح، وبشاشة الوجه عند رؤية الآخرين. مشاركة الأطفال باللعب، واللهو، والمرح. تذكر واجب المسلمين تجاه الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام وكذلك المرضى. التعرف على آداب العيد يجب أن يستقبل المسلم العيد من خلال التعرف على آداب العيد وسننه، وهي كالآتي:الاغتسال قبل الذهاب إلى صلاة العيد. تناول شيء من الطعام قبل الخروج لصلاة عيد الفطر،. التكبير والتهليل في يوم العيد، وهي من أعظم سنن العيد. تهنئة الناس بعبارات التهنئة المتعارف عليها في العيد، مثل: تقبل الله منّا ومنكم، وعيد مبارك، وغير ذلك. التجمّل والتزين للعيد؛ إذ يجب أن يلبس الرجل أجمل الثياب التي لديه قبل الذهاب لصلاة العيد، وكذلك الأطفال يقومون بارتداء ملابس جديدة ونظيفة وجميلة. تحضير أطعمة العيد يستقبل المسلمون العيد من خلال الإعداد المُسبق لكعك العيد، أو غيره من الأطعمة، ولكن دون الإسراف والتبذير في ذلك، حيث لا يزال المسلمون في الزمن الماضي أو الحاضر يُجهّزون الأطعمة المتعددة والخاصة بهذه المناسبة العظيمة، إذ يُعدّ إعداد أطعمة العيد أحد مظاهر الفرح بقدوم العيد، وهي بذلك مثلها مثل مظاهر العيد الأخرى، والمتمثلة بالتكبير، والتهليل، والدعاء، والذكر، ولبس الملابس الجديدة، وبالتالي يجب أن يُعمل بهذه المظاهر، والتي تُظهر للأطفال جانباً من جوانب الاحتفال بالأعياد الإسلاميّة.

وما بقي علينا إلا أن نقول إن يوم العيد من أكثر الأيام المُحببة إلى قلوبنا جميعًا، فيجب إظهار فرحتنا به حتى ولو اختلف البشر في ذلك فكل واحد يحتفل على طريقته الخاصة.

ويبقى معنى العيد أوسع من ثوب جديد، وأرسخ من وضع الحناء، وألذ من طعم الحلويات، فهو عيد محبة ورضا وتراحم، وهو فرصة لصلة الرحم وبناء جسور المودة مع الآخرين، فما العيد بلا حب سوى دعابة تمحى ملامحها وتتلاشى معانيها، فالعيد دفء القلب واكتساء الروح بثوب نظيف وغنى نفس وإن افتقرت اليد، فمن صام رمضان حق صيامه وقامه حق قيامه أخذ منه العبر واتقى الله واعتبر، ورأى في الفطر ما هو أشهى من إفطار البدن، ورأى في مباهجه ما هو أليق من اكتساء الثياب الجديدة، لأن العيد معنى من معاني القلب ولا ينعم به إلا القلب التقي النقي المشبع بالحب.

جعل الله كل اعيادكم افراح مع اهاليكم واحبابك وأصدقائكم …

بدرية بنت عبدالله الشهراني

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *