أوضح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أن أكثر من ٧٠٪ من المعلومات حول الإرهابيين والمتورطين يوفرها للجهات الأمنية المواطنون والمقيمون، ويتلقى الرقم ٩٩٠ بلاغات من أولياء الأمور باستمرار عن تغيب أبنائهم أو ارتباطهم مع جهات مجهولة.
وكشف اللواء التركي أن المقبوض عليه في عملية بيشة “عقاب العتيبي” كان غير ملتح على الرغم من أن الصورة المتداولة عنه كانت بلحية؛ وهذا التغيير لم يخدع رجال الأمن أثناء تعقبهم للمطلوب.
وكانت وزارة الداخلية قد نظمت عصر اليوم مؤتمراً صحفياً للواء منصور التركي، والعقيد خالد بن فهد العنزي من قوات الطوارئ الخاصة وهو قائد المهمة الميدانية لعملية بيشة، وكذلك العميد بسام العطية، والعقيد طارق البراك، وتحدثوا أمام رجال الإعلام عن الظروف التي صاحبت مقتل الشهيد كتاب الحمادي، ومواجهة “بيشة” التي أسفرت عن مقتل إثنين والقبض على الثالث.
وفي إجابته على سؤال “سبق” عن إمكانية تطوير آلية إعلان قوائم الإرهابين وتوسعها أكثر بدلًا من اقتصارها على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي؟ .. قال “التركي”: الإعلان يتم عبر قنوات متعددة ونظنها كافية، ولن نصل بإذن الله في المملكة إلى ضرورة الإعلان في لوحات الطرق والميادين العامة، كما أن جهود رجال الأمن في تتبع المتورطين كبيرة ومثمرة وأطاحت بخلايا متفرقة، والجهات الأمنية تستثمر أي معلومة ولا تهملها.
وعن سبب تنقل المطلوب “عقاب” في شمال المملكة وجنوبها دون القبض عليه وتحديد موقعه قال اللواء منصور: المملكة بلد مفتوح للتحرك والتنقل ولن نضيق على المواطنين والمقيمين، أو نتخذ إجراءات لقدوم المسلمين من الخارج أو التنقل في الداخل، والإرهابيون يستغلون المناطق الصحراوية ولا يجدون ملاذا آمنا داخل المدن، ويتنقلون عبر الصحاري، ويستثمرون علاقتهم مع بعضهم لتوفير ما يحتاجونه.
وحول تتبع شبكات التواصل أفاد أن نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية يعمل على تتبع وتحديد الأشخاص المسؤولين عنها ، ومن يثبت عليه تورطه في الجريمة الإلكترونية يتم تحويله لهيئة التحقيق والادعاء العام ، وللأسف الشديد من يبحث عن مواقعهم وحساباتهم هم من المؤيدين لهم والمغرر بهم ، ولدينا أساليب لمنع التغرير بالشباب ، والأسرة هي أقرب وأقوى من رجال الأمن ، والرقم ٩٩٠ أثبت مدى تلاحم الأهالي مع الجهات الأمنية ، وهناك أكثر من ٣٠٠٠ إرهابي في صفوف التنظيم في سوريا عاد منهم ٧٦٠ إلى المملكة وبادروا في تسليم أنفسهم.
وقال العميد المهندس بسام العطية من مركز الإستراتيجيّات الأمنية بوزارة الداخلية إن الخلية الإرهابية بقيادة “عقاب” اتخذت من محافظة ظرما قاعدة لإدارة العمليات الإرهابية من صناعة الأحزمة وتدريب الإنتحاريين ميدانياً ونفسياً، ووجدنا أن حركة تنقل الإنتحاري بين شمال المملكة وجنوبها والحزام الناسف المستخدم كلها تمُرّ باستراحة ظرما.
وأضاف أن المطلوب سويلم الرويلي منفذ تفجير مسجد “الدالوه” كان يؤوي عقاب العتيبي، وهو قائد ميداني ووسيط عملياتي.
وأشار “عطية” إلى أن القيادة المركزية هي عقيدة “داعش” حيث يدار الإرهابيون هنا في المملكة من قبل التنظيم في سوريا، ولم يستطع التنظيم القيادة من داخل المملكة، وسيستمرون في تصدير الإرهابيين طالما ظلت الحرب السورية قائمة.
وتابع: معدل الإستهداف و العمليات الإرهابية في المملكة مرّه كل ١٢ يوماً ، ولم تتعرض دولة في العالم مثل ما تعرضت له المملكة، ومع ذلك الجهود متضافرة في محاربتهم، والتكاتف قائم بين المواطنين والمقيمين والجهات الأمنية، كما أن نجاحات مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة جاوزت ٩٠٪ .
وفي إجابته على سؤال “سبق” حول الحديث المتداول لرجل أمن متقاعد يذكر فيه أن تصفية الشهيد العميد كتاب الحمادي لا علاقة لداعش بها وأن الجناة ربما ينتمون لعصابات مخدرات أو مجموعات أخرى، أشار العميد بسام عطية إلى أن الإعلان عن تورط داعش والمنتمين له جاء من منبر وزارة الداخلية، وكل المعطيات تشير إلى أن داعش هم المتورطون بقتله.
من جانبه قال العميد خالد بن فهد العنزي قائد المهمة الميدانية في عملية بيشة: المعلومات توفرت عن تواجد أشخاص يستقلون سيارتين في منطقة جبلية في بيشة، وتم على الفور دراسة جغرافية المنطقة، والتوجه هناك ومحاصرة الجناة ثم لاذوا بالفرار، وتم إطلاق النار ومطاردتهم والتعامل بالمثل، واحتراق السيارة الأولى وانفجار الثانية التي كانت محملة بالمتفجرات، وترجلوا منها ثم بادرونا بإطلاق نار كثيف .
وتابع: عبر طيران الأمن الذي يساند قوات الطوارئ تم رصد الشخص الثالث وجرى التفاوض معه لتسليم نفسه، ونزع الحزام الناسف، وبالفعل تجاوب معنا ورمى السلاح والحزام إلى جانبه، وتم القبض عليه.
وختم العقيد خالد العنزي: يحاول الإرهابيون عبثاً ضرب الأمن، غير أن الدعم والتوجيه وتسهيل كافة العقبات والصعوبات من قبل الدولة وقف لهم بالمرصاد، وهناك إيمان يسكن رجل الأمن أن المساس بالأمن خط أحمر.