تشارك وزارة البيئة والمياه والزراعة، العالم الاحتفاء باليوم العالمي للسلاحف البحرية الذي يوافق 23 مايو من كل عام، لتسليط الضوء على أهميتها، والجهود الوطنية المبذولة لحمايتها والمحافظة عليها في المملكة، إذ تعد السلاحف من أقدم المخلوقات على وجه الأرض، وأصبحت من الأنواع الفطرية البحرية المهددة بخطر الانقراض، حيث تولي المملكة حماية البيئة والموارد الطبيعية أهمية قصوى بوصفها إحدى الركائز الرئيسة لتحقيق التنمية المستدامة عبر المحافظة على التنوع الأحيائي، والمساهمة في استدامة وازدهار كوكب الأرض.
وبهذه المناسبة، أوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر خالد بن محمد جميل أصفهاني، أن رؤية 2030م تدعم الجهود العالمية لحماية الشعب المرجانية والسلاحف البحرية، وقد أنشأت المملكة بموجب قرار مجلس الوزراء المؤسسة العامة للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر (شمس)؛ نظرًا لأهميتها وحمايتها من المهددات التي تتعرض لها.
وأكد أصفهاني أن “شمس” تُعَد الجهة الحكومية المختصة بالتنظيم والإشراف والمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر وأماكن تعشيشها، وإدارتها وإنمائها واستدامتها، والعمل على إعادة تأهيل الشعب المرجانية المتدهورة ومواقع تعشيش السلاحف، مشيرًا إلى أن “شمس” تهدف إلى المحافظة على هذه الأصول الطبيعية الوطنية القيمة بشكل مستدام؛ إذ تسعى المؤسسة إلى بناء شراكات استراتيجية على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، والتعاون لتنفيذ البرامج المشتركة بين الدول، واستقطاب مختصين وكفاءات مميزة محليًا وعالميًا، وتخطيط وتنفيذ برامجها وفق أفضل الممارسات العالمية، وصولًا إلى وضع المملكة على الخارطة العالمية في مجال المحافظة على السلاحف البحرية.
وبين الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن “شمس” تعمل على تشخيص الوضع الراهن لحالة السلاحف في البحر الأحمر، عبر تحديد مجموعة من الدراسات والمشاريع ذات المكاسب السريعة والأهمية القصوى؛ للحد من تدهور بيئات السلاحف وأنظمتها البيئية، والتركيز على بناء وتطوير وتنفيذ الحلول والتقنيات المبتكرة لمراقبة السلاحف البحرية وطرق معاينتها وإعادة تأهيل بيئاتها الطبيعية وإكثارها، حيث تعتزم تنفيذ العديد من البرامج للمحافظة على الشعب المرجانية والسلاحف في البحر الأحمر وتنميتها.
يُشار إلى أن السلاحف البحرية، من المكونات المهمة لبيئة البحر الأحمر، والتي تستوجب المحافظة عليها، إذ يوجد في البحر الأحمر خمسة من أصل سبعة أنواع من السلاحف البحرية في العالم، اثنان من هذه الأنواع معرضان للخطر ويستخدمان جزر وشواطئ المملكة لوضع البيض خلال موسم التكاثر.
وتعتبر السلاحف البحرية، من الكائنات المهددة بالانقراض، نتيجة لعدة عوامل، منها الظواهر الطبيعية، كظاهرة التغير المناخي والتي تؤدي إلى ارتفاع منسوب مستوى سطح البحر، ما يؤدي إلى فقدان مناطق من البيئات الساحلية لمواقع تعشيش السلاحف التاريخية، بسبب غمرها بالمياه، بالإضافة إلى التنمية الساحلية غير المدروسة، والأنشطة البشرية، والمخلفات البلاستيكية، التي تُعد من أكبر العوامل التي تهدد السلاحف بالانقراض.