موسِم عظيم وفضله كبير، تتجلّى فيه عبادات كثيرة؛ أبرزُها: الصوم والتّهليل والتّكبير والتّسبيح، فيه يوم عرفة أفضل يوم طلُعَت عليه الشمس، تأتي جموع الحَجيج من أصقاع الدّنيا إلى بيت الله الحرام، تحفّهم السّكينة والوقار، وتتجلّى مظاهر الإيمان في جميع مناسكهم، حيث تستقبلهم بلادي بالحفاوة والتّكريم وسبل الراحة كافة، من أجل تمكينهم من تأدية مناسك الحجّ بكلّ يُسرٍ وسهولة؛ هذه الحشود الكبيرة التي تُقدَّر بالملايين يُخدَمون بأعلى المعايير المهنيّة في المجالات كافة، حتى أصبحت المملكة مَضرِبَ مثلٍ في إدارة الحشود وتيسير جميع متطلباتهم وتحقيقها بكُلِّ يُسرٍ وسهولة.
بلادي تحمل رسالةً عظيمة جعلتها شعارًا لهذا الوطن وللعاملين كافة في خدمة الحجيج، فحواها “أنَّ خدمات الحجاج شرفٌ”.
إنّها رسالةٌ جميلة نحملها شعارًا في قلوبنا ووِشاحًا على صدرونا؛ فالكبير في السّنِّ نحمله على ظهورنا ليُكمِل حجّه، والصغير نمسح دمعته ونحمله على صدورنا ليصل لأسرته، إنّه شرف الخدمة واحتساب الأجر.
ما أعظمك وطني! وما أجمل قيادتك التي هيّأت ويسّرت كلّ السبل لراحة الحجاج والقرب منهم وتلمُّس حاجاتهم وخدمتهم، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان؛ اللذين حرصا على متابعة الجهود وتيسيرها لراحة حجاج بيت الله الحرام؛ إنّها القيادة الحكيمة المتابِعة لكلِّ صغيرة وكبيرة في سبيل خدمة حجاج بيت الله الحرام.
إنّ جهود بلادي عظيمة وأهدافها سامية، تنشر الخير وترفع رايته في أصقاع المعمورة، فما بالك بشعيرةٍ بجوار بيت الله الحرام؟! حيث جنّدت جهودها في خدمة الحجيج في المجالات كافة وعلى الأصعدة جميعها بمهنيّة وتميُّز، فالجهات الأمنيّة تسطِّر أروع القصص في استقبال الحجيج ومتابعتهم أمنيًّا والمحافظة عليهم، بل أصبح رجال الأمن يبادرون ذاتيًّا مشكِّلين صورًا رائعة في خدمة الحجيج، وتسهيل الإجراءات وتيسير جميع السبل أمامهم، حتى يؤدّوا فريضتهم بكُلِّ يُسرٍ واطمئنان، ويتفرّغون للعبادة وإكمال مناسك حجّهم.
وفي جهة أخرى، ما أروع جهود الكوادر الصحية! وما أسرع مبادرتهم في إنقاذ أرواح الحجيج؛ كإجراء عمليات سريعة وصعبة في أضيق الأوقات! والهدف سلامة الحجيج وإكمال حجّهم، ومن هذه العمليات، عمليات جراحة القلب وزراعة الشّرايين وعمليات اليوم الواحد وفق أعلى المعايير الطبيّة التي تحقِّق جودة الخدمة وتميّزها.
هنيئاً لك أيّها الحاج والمعتمِر والمقيم والمواطن وجميع مَن يقف على أرض وطني الطاهر، بهذه الخدمات المميَّزة وتيسّرها؛ مِن خدمات تقنيّة تيسِّر لك أعمالك وتساعِد في إنجازها بكلّ يُسرٍ وسهولة، بهذا التميُّز الذي أكّدته التقارير الدولية في إدارة الحشود المليونيّة وخدمتهم في وقت قصير ومكان محدود، ترعاهم عين الله وحمايته.
ما أجملك بلادي؛ بإنسانيّتك ورعايتك للإنسان والحاج والمعتمر وتقديم أجمل الخدمات وأروعها في ظلِّ قيادة خادم الحرمين الشريفين، ملك الحزم والعدل وسموّ سيّدي ولي عهده الأمين الذي رسم للوطن منهجه في المجالات كافة في رؤيته التي تبني الوطن؛ رؤية ٢٠٣٠.
د.محمد بن حارب الشريف
جامعة شقراء – القصيم
مقالات سابقة للكاتب