خلود الجلسي .. اسم يكفي أن يُذكر فتلتفت الأعناق لهذه الفتاة المتفوقة بل المتعددة المواهب ، التي لا نصادف مثلها كثيرًا ، فتاة من النوع النادر مثل كل النابهين والمبدعين الذين لا نجدهم بوفرة وانتشار.
إننا بصدد عالمة شديدة الموهبة والإبداع ؛ هي مناشدة أو استدعاء أو كيفما ترونها للجامعات بطول الوطن وعرضه لتلقّف هذه الموهبة وتتعهدها بالرعاية والاهتمام وتأهيلها وإعدادها ، هي رسالة إلى وزير التعليم لاحتضان هذه الموهبة وإلحاقها بجامعة تليق بها وبموهبتها؛ فقد حصلت خلود على درجة (98) في اختبار القدرات العامة ؛ الاختبار العتيد الذي ترتعد له الفرائص وتبلغ فيه القلوب مبلغًا من التوتُّر ، حفظها الله وحقّق طموحاتها.
لطالما عانينا من إهمال المواهب وتركهم للصدفة يتخبطون في دراستهم لتخصصات لا تتناسب مع إمكانياتهم وقدراتهم فحصدنا الأسى .. خلود نبتة تحتاج للكثير من الرعاية والدعم لعلها تؤتي أُكلها طيبًا.
ضيفتنا اليوم اعتادت على التكريم والأوسمة والجوائز ، فقد حصدت المراكز الأولى في مسابقة ملتقى شباب مكة بمجال نظم الشعر ، كما حققت المراكز الأولى في مسابقات أولمبياد الرياضيات ، كما اعتادت على المراكز الأولى في تحصيلها الدراسي ، وختامًا المراكز الأولى في اختبار القدرات العامة والتحصيلي.
ندعوكم اليوم لتشاركونا أجمل اللحظات برحلة تميُّزها – بزاوية موهوب في سماء الإبداع والتي خصصتها صحيفة غران بالشراكة المجتمعية مع مكتب تعليم خليص لدعم المواهب وتشجيعها، من خلال هذا الحوار الذي سيكشف لنا الكثير من جوانب مواهبها المتعددة والتي نتطلع إلى معرفتها بشغف آملين أن تستمتعوا معنا بجماله.
– الاسم كاملاً : خلود فرج صويلح الجلسي.
– العمر : 18 عاماً.
– المدرسة : ثانوية غران الشمالية.
– الموهبة : الشعر والحساب.
– مجال الموهبة : نظم الشعر وأولمبياد الرياضيات.
– متى بدأت الهواية أو الموهبة ؟
منذ المرحلة الابتدائية وأنا أبدي اهتمامًا بالمطالعة وقراءة الشعر وحفظه وقد بدأت النظم في المرحلة المتوسطة.
أما بخصوص الرياضيات فقد اكتشفت ذلك عند مشاركتي في أولمبياد الناشئين وكان ذلك في المرحلة المتوسطة أيضًا.
– من قدم لك يد المساعدة ؟
بدايةً كان لمعلماتي الفضل بعد الله في إعلان هذه الموهبة بإلحاحهن علي لأتقدم بالمشاركة في مسابقة شباب مكة بفرع نظم الشعر وفي أولمبياد الرياضيات وقد ساعدنني في ذلك إلى أن وصلت لما أنا عليه ، ولا أنسى فضل عائلتي وصديقاتي فقد كانوا ولا زالوا الداعم الأول لي.
– هل تتابعي الجديد في مجال الموهبة ؟
أجل بالطبع فمن يهتم بشيءٍ معين سيتابع أخباره.
– بمن تأثرتِ بهذا المجال ؟
في الرياضيات كان لأستاذتي المشرفة أمل الرايقي تأثيرًا كبيرًا علي فقد كانت داعمة ومشجعة ولا زالت.
أما في مجال الشعر فأنا أعتقد بأن الكاتب أيًا كان -شعرًا أو نثرًا- يتأثر بجميع من يقرأ لهم.
– هل تشعري بأنك تحتاجي للمساعدة ؟
أُفضّل الاعتماد على نفسي ولكنني لن أتردد بطلبها من أهلها عندما أجد أنني بحاجةٍ لها.
– هل تنتظري دعمًا من المجتمع ؟
أرى أن مجتمعنا يقدِّم الدعم اللازم خصوصًا لذوي المواهب سواءً كان ذلك بالاحتفاء بهم وتكريمهم أو بالكتابة عنهم كما هو الحال.
وبهذا الخصوص فمن الطريف واللطيف في مجتمعي أن وصلتني قصيدة كُتبت عني عندما أحرزت المركز الأول في أولمبياد الرياضيات قبل ثلاث سنوات ولازال الكاتب مجهولاً إلى الآن ، فبما أنه أُتيحت لي الفرصة أحببت ذكر ذلك؛ علّني أجد من يُطفئ شمعة فضولي المتّقدة منذ ثلاث سنين.
– هل ستستمري في ممارسة هوايتك ؟
هوايتي سأبقى أمارسها ما دمت مهتمةً بها و لكن لا أعتقد بأنني سأشارك في مسابقات أخرى.
– كيف يمكن أن تتقدمي في مجال موهبتك ؟
بالممارسة والتدريب المستمر فالفكر كعضلات الجسد إن لم يُواظَب على تمرينه أُصيب بالفتور وهذا أمرٌ عام في جميع المجالات.
وبالمناسبة أود أن أذكر أنني عندما طُلب مني المشاركة في نظم الشعر للمرة الثانية رفضت لأنني وجدت أن مستواي في ذلك قد تراجع فقد أهملت الكتابة لفترة ولكنني تحت إصرارهم رضخت فتوكلت على الله ووُفقت ولله الحمد.
– هل لكِ أن تقدمي للصحيفة نماذجًا أو صورًا من أعمالك لنقدمها للمجتمع ؟
هذه كانت أول قصيدة متكاملة أكتبها والتي شاركت بها في ملتقى الشباب الثالث لعام ١٤٣٣ / ١٤٣٤ هـ أقول فيها :
أما هذه فهي القصيدة التي شاركت بها في الملتقى الرابع و كانت بعنوان “نعم الصديق” :
– حصلتِ على درجة مرتفعة في اختبار القدرات والاختبار التحصيلي؛ هل بالإمكان أن تحدثينا عن استراتيجيتك قبل وأثناء وبعد الاختبار ؟
في اختبار القدرات كنت أتدرب في موقع “منصة نون التعليمية” كما قد حضرت دورة تدريبية من تقديم الأستاذة مخضورة المزروعي والأستاذة مريم الصعيدي تمت إقامتها في الثانوية الأولى بخليص.
أما الاختبار التحصيلي فقد اعتمدت على كتاب “التحصيلي” للمؤلف ناصر بن عبدالعزيز آل عبدالكريم بالإضافة إلى بعض الحصص التدريبية في المدرسة و التي تم تخصيصها لمجاراة الاختبار وشرح أهم مفاهيمه.
أثناء الاختبار كنت أتبع استراتيجية معينة في التظليل وقد وجدت أنها أفادتني كثيرًا في توفير الوقت، حيث كنت في بعض الأقسام أنتهي وقد تبقى على نهاية الوقت ١٢ دقيقة! طريقتي ببساطة هي أنني أشير فقط بإشارة إلى الاختيار الصحيح وبعدما أنتهي من جميع الأسئلة أبدأ بالتظليل.
– هل شعرتِ بالخوف قبل اختبارات القدرات ، وكيف نواجه مخاوفنا قبل كل اختبار ؟
الخوف أمر فطري ولكننا نواجهه بالتوكل على الله والعمل بالأسباب .
– لمن يعود الفضل في تفوقك ؟
الفضل بعد الله جلّ شأنه ثم دعاء الوالدين يعود لعائلتي واهتمامهم بي وتوفير الظروف الملائمة ولا أنسى فضل صديقاتي في دعمي وتشجيعي كما كان لمعلماتي فضل علي في تفوقي .. والفضل يعود لله من قبل ومن بعد فالحمد لله حمدًا كثيرًا.
– ماذا قالوا عن [ خلود ] بمجتمعها المدرسي :
* قائدة مدرستها الأستاذة عامرة الصحفي :
تشهد بأنها طالبة دائمًا متفوقة ومتميزة وذكية وخلوقة وتستحق الاحترام والتقدير من جميع من في المدرسة وأن يكون التوفيق دائمًا حليفها ، وإن شاء الله تقتدي بها كل طالبات المدرسة.
* المرشدة الطلابية الأستاذة مها الصحفي :
تتشرف مدرسة غران الشمالية بأن الطالبة خلود فرج الجلسي إحدى طالباتها المتميزات أخلاقيًا والمتفوقات علميًا.
يبقى النجاح في كل شيء له تأثير السحر في انشراح الروح وتحقيق الذات؛ فالنجاح يولد صغيرًا ثم يكبر مع الأيام إن تعهَّده صاحبه بالتعليم والتدريب، ونسأل الله أن يجعلها قدوة لزميلاتها يُحتذى بها ويُسار على دربها ونتمنى لها دوام التوفيق والسداد.
– آراء بعض معلماتها :
* الأستاذة أمل المزروعي – معلمة الرياضيات – :
خلود طالبة متفوقة وذكية ومبدعة ذات طموح وهمة عالية اتسمت بأخلاقها وأدبها واحترامها لكل من حولها.
* الأستاذة شريفة الصعيدي – معلمة الكيمياء – :
خلود الجلسي من الطالبات المتميزات على المستوى العلمي والأخلاقي .. خلوقة متعاونة .. كم أنا فخورة بها .. أتمنى أن أراها في أعلى مراتب العلم .. وفقها الله لما يحبه ويرضاه ..
– آراء بعض صديقاتها :
* الطالبة : أمل مير – بطلة أولمبياد الرياضيات – :
أعتبر صديقتي خلود من أفضل الطالبات اللاتي تعرفت عليهن خلال مسيرتي في الأولمبياد ، ألمح فيها الذكاء والموهبة مقترنة بنبل الأخلاق والوفاء ، ناهيك عن صمودها وتقبُّلها لكل ما يحدث لها بصدر رحب ، أسأل الله لها التوفيق أينما حلت.
* الطالبة : أمل يوسف المغربي :
خلود الجلسي ، فتاة عندما يأتي اسمها لا تُذكر إلا بـكُل خير .. ذات قلب أبيض ، أخلاق جميلة ، ابتسامة رائعة لا تغادر فمها كُلما جاءت عينها بـعين شخص تعرفه أو لا تعرفه .. إنسانة ذات طموح عالي أفخر به ، ومنذ أن عرفتها وهي تحب أن تكون مميزة دائمًا ، هكذا هي – خلود – متميزة بأخلاقها وطموحها الذي تحب أن تصل إليه وكثيرًا ما تتعلم من أخطائها لكي تنجح في المرة المقبلة ، وتتعلم فعلاً وتنجح ، تحُب الخير للجميع ، وكثيرة دعوات تطمئن وتفرح قلب الحزين وتريح قلب الخائف .. وأنا أجزِم لكل من عرف خلود الجلسي بـأنه غير نادم وسعيد حظ !
ابنة طموحة رضية والدين ، صديقة ومحبة للجميع ، ومُوقنة بأنها يوماً ما ستصبح أمًا رائعة كأمٍّ أنجبتها.
* الطالبة : مها حسن القريقري :
خلود صديقة رائعة .. تُجسّد شخصية لطيفة ومرحة ، قريبة من القلب ، تمثل كل معاني الصداقة والأخوة ، مُندفعة نحو التعاون ، عرفتها منذ سنوات قليلة ، تعلمت منها معنى لذة الوصول للإنجاز ، هي غيمة تُمطر عطاءً ، مهما أكتب من عبارات فحروفي لن توفيها حقها ، دعواتي لها بمستقبلٍ مشرقٍ بجمال شخصيتها ..
* الطالبة : ريم حامد الصحفي :
خلود صديقة يعجز اللسان عن وصفها صراحةً ، إنسانة طموحة إلى أبعد حد ولاتعرف لليأس حدودًا أبدًا ، تمتلك عقلية واعية مبهرة وأين ما يضعونها تزهر، أفخر بها وبمستواها الرائع وأتمنى لها المزيد من التقدم والنجاح وأسأل الله لها الجنة ولوالديها والتوفيق والسعادة في الدنيا والآخرة.
* الطالبة : شذا مهنا الشيخ :
إن كنت تريد أن تعرف معنى الفخر فهو بكل بساطة أن تمتلك صديقة مثل خلود تبدع في كل طريق تسلكه .. هو أن تمتلك صديقة تصنع في كل مجال بصمة لتصنع هذه البصمة على شفاهنا بسمة .. هو أن تمتلك صديقة تزداد تواضعًا إلى تواضعها كلما زاد إبداعها و عطائها .. هو أن تمتلك صديقة لا تعرف كيف تُكمل الحديث عنها لأنه مهما طال وطال لن يعبّر عن القليل من الواقع الذي نعيشه لوجودها بيننا .. فحقًا الحمدلله عليها .
– الجوائز التي حصدتها :
كان لبعض المسابقات مكافآت مالية بالإضافة إلى العديد من الأوسمة والدروع وشهادات الشكر والتقدير من جهات متعددة سأرفق صورًا لأبرزها .
وسام “موهوب في سماء الإبداع” للشراكة المجتمعية بين مكتب تعليم خليص ، وصحيفة غران الإلكترونية لدعم ورعاية الموهوبين والموهوبات ، إهداء إلى الموهوبة [ خلود الجلسي ].