كم نحن بحاجة للتطبيق العملي على ما نقرأ ولا نكتفي بالقراءة فقط ، وخاصة مع كثرة مواقع واجهزة التواصل ، فالكل أصبح يقرأ والقليل يطبق ما قرأ ، وبعضنا يجهل بأن الكلمة الطيبة لها الأثر البالغ في النفس وهي اللمسة الحانية والبلسم الشافي على نفوس الآخرين ، ولها دواء سحري لإمتصاص الغضب والحقد من قلوب الناس .
والكلمة الطيبة تغير ألوان الحياة وتضمد الجرح وتطمس ملفات الماضي وتفتح ملفاً جديداً عنوانه الحب والخلق الفاضل ، وعند خروجها لا تحتاج إلى تأشيرة سفر ولا دفع مبالغ لتصل إلى القلوب .
الكلمة الطيبة تفتح الأبواب الموصدة وتلين الصخر الصلد وتذوب الفولاذ العنيد، فلنكن إيجابيين
ورسالتي هنا : عود لسانك على انتقاء الكلمة الطيبة ، فلعل الله يحدث بعد ذلك أمراً ، ولعلك تحذف من قاموسك كلمات التجريح والتثبيط ، فو الله إنها لا تزيدنا إلا تأخراً وتراجعاً..
فهل عطرنا حياتنا بالكلمة الطيبة حتى نسمو ونرتقي ونقتدي بالقائل العظيم وسيد الخلق المأمورين باتباع سنته من رب العالمين صلوات ربي وسلامه عليه .
إن الكلمة الجميلة قد تصنع في مستمعها همة عالية وانطلاقاً نحو الكمال ، وهذا ما نريده في واقعنا المليء بصور التشاؤم والإحباط والتثبيط .
يقول الشاعر :
رأيت سكــوتي متجــراً فلزمته
إن لم يفد ربحاً فلست بخاسراًَ
قال تعالى : ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا )، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلمَ : ( مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ).
علي زهير يوسف
مقالات سابقة للكاتب