مللت الحياة!

في الحياة كثير من التقلبات والعواصف التي قد تزلزل أركان استقرارنا على الصعيد الاقتصادي والأسري والصحي، فمن منا يخلو من عقبات مر بها في تاريخ مسيرته؟

البعض انزلقت أقدامه حتى أصبح جليس الإحباط والحسرة وفريسة الانتهازيين حتى يرشقونه بالألقاب: فاشل دمر نفسه، مسكين، وغيرها الكثير من المسميات.

هؤلاء جبناء لم تكن لديهم الجرأة أن يخوضوا تجارب الحياة واكتشاف مواهبهم وكيف يصلون لطريق النجاح، ولذلك عندما يتعثر أحدهم تراهم جاهزين بحجارتهم لرجم هذا المنشق عن تقاعسهم! هنا دعني أخبرك عن قصة الفتاة المغتربة التي حصلت على أعلى الشهادات، وبعد التخرج وجدت نفسها في نفق مظلم،ولابد أن تجد طريق النجاح وتخرج من هذه العتمة، حتى اكتشفت موهبتها وشغفها في صناعة المخبوزات وحاولت جاهدة أن تصنع منتجها الخاص وتعثرت حتى انهارت وبكت وأحست بالخذلان والتعب، وأن الحياة لم تنصفها، فهامت بالطرق دون وجهة محددة. وفي لحظة شرود توقفت والتقطت أنفاسها ولملمت جراحها،فخسارتها كبيرة وتحتاج إلى معجزة، في شرودها انحرفت بها السيارة وكادت أن تصطدم بشاحنة وتفارق الحياة،فتوقفت بذهول تبكي بحرقة وخوف! هنا قالت الحمد الله كدت أن أخسر حياتي. توقفت في جانب الطريق لتفكر في الموقف (أنا نجوت من الموت) قالت بصوت عالٍ: لن أنكسر ولن أنهزم سوف أستمر، أستمر لأنجح مرددة لا حول ولا قوة إلا بالله، إن مع العسر يسرًا. هذه الفتاة الآن لديها إنتاجها الذي تفخر به في أحد المحلات بدول الخليج، ومنتجها ينفد بشكل يومي.

ابحث عن الحل واستمر
وإن كنت تسحب قدميك..

ابحث عن نفسك ولا تستمع للمتربصين الذين لا يقدمون لك الدعم ولاطرق النجاة، بل يمطرونك باللوم والعتب.

“كُنْتَ أَنَا أحْتَرِق.. بَيْنَمَا كُنْتَ أَنْتَ تُعَاتِبُنِي عَلَى رَائِحَةِ اَلرَّمَادِ.”
#دوستويفسكي.

(وَما مِن دابَّةٍ فِي الأَرضِ إِلّا عَلَى اللَّـهِ رِزقُها وَيَعلَمُ مُستَقَرَّها وَمُستَودَعَها كُلٌّ في كِتابٍ مُبينٍ).[٧

(سَيَجْعَلُ اللَّـهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا).[١٢]

أنور بن أحمد البدي

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *