أن تحمل بين جنبيك روحاً نقية لا تسعى لكسر قلب أحد ولا لرد إساءة أحد ، بالعكس تراها تحفظ الودّ قليله قبل كثيره ، يأسرها المعروف مهما كان حجمه وتحفظه وتدخره لترده بأفضل منه أو لترده على أضعف تقدير !
أن تملك روحاً كهذه في هذه الحياة التي أصبحت تموج بالفتن وبمختلف الموازين التي قد تُصادم روحك وتجرح نقاءها وجمالها.
فهذه همسات أوجهها لك يا صاحب الروح النقية فأرعها سمعك وأنصت لها بقلبك .
أولها :
النقاء وطيب النفس وسماحتها هذه نعم عظيمة اختصك الله بها فالهج بالشكر وقيدها به .
ثانيها :
مهما جُرحت ونالوا من روحك وشعرت بأنها ضعفت وقل نقائها وبدأ الجمود يسري داخلها فثقلت عليك
خطوتك وباتت قريبة دمعتك فأرفع بصرك لسماء واسعة وأنت موقن بأن فوقها من يعلم حالك وخفايا نفسك ولأنه هو الله سبحانه ( فلا حاجة للكلام وقتها )
ثالثا :
اعتزل بنفسك قليلًا لتهدأ ثم راجع ما حدث لمرة واحدة وإن شئت فثانية ولا تزيد عنها أبداً !!
( حتى لا تستنزف طاقتك وصحتك ووقتك فأنت بحاجة لها لتكمل مجدك وتواصل سعيك نحو أهدافك )
رابعًا :
بعد هذه العزلة افرغ على نفسك ثقةً وثناءً وشد من عزيمتك وهمتك واعرف قدرك ومكانتك فأنت لم تخطئ وكان تصرفك عين الحكمة وصوابها فاحمد الله وأكثر من ذكره سبحانه فإنه فضلك عن غيرك ( وهذه نعمة تحتاج شكرها وتقييدها )
خامسًا :
لا تعود مرة أخرى لمناقشة ما حدث ولا حتى تبريره فقط فوض أمرك لمن رفع السماء فوقك بلا عمد تراه عينك فهو سبحانه وليك وناصرك ونم قرير العين فأنت تأوى لركن شديد.
ختامًا :
قلب المؤمن نبراسه وقوته وبصيرته في هذه الدنيا ، فلابد وأن نكون على يقين بما نحن عليه وبما ميزنا الله به ولنحرص على عدم السماح أن يُخدش هذا اليقين بأي حال كان !
ولنسارع في ترميم الخدش سريعاً ومعالجته باللجوء إلى المولى سبحانه والانطراح بين يديه والفرار إليه (لا يحتاج الأمر إلا توجه القلب إلى ربه ومناجاته ، فإن شاركه الجسد فيها ونعمت).
بدرية العتيبي
مقالات سابقة للكاتب