🖋️ هناك ابتسامة ليست زائفة لكنها ناقصة الصدق ..
وهناك وجوه مستقبله بلا ملامح ولا بشاشة…
وهناك ضيافه متنوعة بلا مضياف ولا رحابة ..
وهناك هدايا باهظة تصلك مع ساعي البريد لا قيمة لها ولا تأثير في غياب مرسلها ..
برفقتها باقة زهر زاهية الألوان لا عطر فيها ولا ود كتب عليها بقلم مهتز رسالة يتيمة الإحساس موؤدة المشاعر ..
وهناك أغاني يرتفع صوتها وتصدح في الأرجاء ويرددها العامة ولا معنى لها ..
وهناك مصافحة بلا تحية خالية من اللطف شحيحة في الاحترام ..
كما هناك أحضان قليلة الأمان يلوثها بعض الشكوك والزيف والأكاذيب ..
وهناك الكثير الوفير من قبلات الرأس ضعيفة التقدير كثيرة المجاملة ..
وهناك انتظار ليس اختيار بلا يقظة ولا ارتقاب ..
هناك ارتباط أشبه بالمعادلة الرياضية بها أطراف مجهولة عدة وطرف واحد صحيح معلوم .. ولا حل لها ..
يكون له اشتياق مثل الشفق يظهر فجأة ليبهر بجماله وحُسنه وسرعان ما يختفي ويتبدد ولا يعود ..
وهناك أحاديث مطوله ظاهرها راقي الفكر وسليم المنطق، وباطنها انتقاد ملطخ بالكثير من العداء للاخر ..
وهناك من يقف على ناصية الطريق ملوح بيده لكنه يقف خلف عامود الإشارة الضوئية حتى لا يُرى ..
وهناك من يفتح بابه لكنه يقف أمام الباب متمني عدم دخول الطارق …
أو يرحب بشدة عندما يجدك مقبل .. ويتنفس الصعداء عند إدبارك ..
وهناك من يترك على نافذتك بطاقة دعوة بلا ذرة اهتمام متجاهل تدوين اسمك عليها ..
وهناك من يقدم لك كوب قهوة بلا رائحة ولا طعم باردة بها الكثير من الاستخفاف والتهاون بذوقك …
مع لوح حلوى منتهي الصلاحية وفاقد لجميع مزاياه .. مدعي عدم علمه بذلك ..
وهناك مكالمة لا تصل كلماتها أذنيك، ولا يشعر بها قلبك، لا يصلك منها سوى الخِواء ..
وهناك من يربت على الكتف بقصد إغراقك أكثر في وحل همومك ..
جميع هؤلاء اشتركوا في تكرار نفس الفعل بأشكاله المختلفة ..
وبطرقه الملتوية حتى لا يقع اللوم عليهم فينجون من عتاب الآخرين لهم ..
لهذا كان التنفيذ في كل مرة مختلف لكن الجميع اتفقوا على حياكة ثوب (رفع العتب).
حنان السحاري
مقالات سابقة للكاتب