“إشراقة فكر”

“إن التعليم في السعودية هو الركيزة الأساسية التي نُحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والرقي في العلوم والمعارف ” ..

الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله…                     

في البدء أهنئُ أمل المستقبل وسواعد الغد طلابنا وطالبتنا ببدء عامهم الدراسي, وأُهنئ المعلمين والمعلمات الذين حملوا أمانة المهنة والكلمة, وبذلوا الوقت والجهد لإعداد جيلاً واعياً سيأخذنا إلى القمة.

لا شك أن التعليم أحد الركائز الأساسية لنهضة الأمم وتقدمها في جميع المجالات, ولن تقوم دعائم دولة أسست على جهلٍ أبداً، لأن مصيرها حتماً إلى زوال .. فمنذُ عهد المؤسس الملك عبد العزيز – رحمه الله – أولى اهتماماً بالغاً بنشر العلم, ليقينه التام بما يُحدثه التعليم من رفعة ومكانه، واليوم تطرق الشمس أبواب الفصول الدراسية من جديد, لتبدأ مسيرتها التعليمية نحو العلم, تكتملُ المقاعد و تصطفُ أذهان وتتسامق أسماء, وتمتلئ الأركان بصدى المعرفة.

ففي كل عام يحرض أولياء الأمور على تلبية احتياجات أبنائهم وبناتهم من مستلزمات دراسية, لكن ما يتغافل عنه البعض أكثر أهمية, وهو إعدادهم نفسياً لهذه المرحلة الجديدة.

فما أن يبدأ عام دراسي حتى تسبقه آلاف الرسائل السلبية التي تقتلُ في الطلاب والطالبات روح الاجتهاد وتضيع عليهم متعة الاستفادة من المواد وما تحويها من معلومات قيمة، بل البعض يمر عليه الفصل الدراسي دون فائدةٍ تذكر, ولا يعلم ماهية المناهج المقررة لديه, هذا و أن اكتمل عددها في حقيبته, لذلك ينبغي لأولياء الامور أولاً اعدادهم وتهيئتهم, وإذكاء روح المثابرة والتحفيز بالكلمات الإيجابية, وذكر قصص النجاح دون وضع المقارنات, لأنها قد تخلق العداوة, أو تضعف من شخصية الطالب وتقلل من اعتزازه بذاته واستقلاليته.

 متابعة الآباء للطلاب والتواصل المستمر مع المعلمين, ومعالجة النقص وجوانب القصور في المستوى التعليمي والشخصي, فلا يكفي أن يأتي إسمه متبوعاً باسمك فقط ليحقق الانجازات ويكتمل دورك كأب, بل ما تقدمه من اهتمام وتشجيع وبث روح الحماسة, كفيلٌ بأن يجعلك تفخر بتميزه.

أيضاً الأمهات صانعات المجد واعلم يقيناً ما يلقى على عاتقهن من أدوار, ولكن الاهتمام المبالغ بمظهر طفلك و إغفال الناحية الصحية و النظافة الشخصية والصحة النفسية قد يؤثر جداً على مستوى تحصيله الدراسي وعلى علاقته مع اقرانه, فالتنشئة الأسرية وما يُغرس بها من قيمٍ ومبادئ وشحذ همم, تنعكسُ حتماً على شخصية الطالب, فالمدرسة لا يوكل لها تمام التربية والمسؤولية الوحيدة, ولكن لها الدور المُساند لما قامت بهِ اللبنة الأولى والأهم, فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ  عن رعيته, ولا يخفى على الجميع أيضاً الدور الفاعل والمهم الذي يقدمه المعلمين والمعلمات, في سبيل احياء فكرٍ, وإرواء بذور المعرفة بشتى صورها, ولكن ينبغي اعتماد الطرق الجديدة في الشرح والابتعاد عن الطرق التقليدية والروتينية التي تثبط الهمه, وتقتل روح الابداع, وتقلل من مدى الاستيعاب فيُصبح ما تم شرحه هباءاً منثور.

فبالنسبة للصفوف الأولية يجب اتباع منهج التعليم باللعب والمشاركة مع مراعاة ضبط السلوك, وتذكروا أن الأسلوب منهجٌ تعليمي أمر به خیر معلمٍ ومربي, وضعوا نصب أعينكم هذه الآية الكريمة : ” وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظ القلب لانفضُوا مِنْ حَوْلِكَ “

وأكتب الآن بفخرٍ واعتزاز, لطُلابنا وطالبتنا من تجاوزوا سن الرشد, لن أورد في حديثي لكم الآن ما قد يدعوا للنقد, فأنا أتحدثُ مع عقلٍ واعٍ, وعن الجوانب المضيئة فقط, ولكن ما أود قوله أننا نتطلعُ بكم نحو غدٍ أفضل, فمن خلالكم ستنهضُ أمه لا تبتغي إلا مصافحة الانجازات, أنتم معول بناء ونماء, ونحنُ نثقُ بكم وبإمكاناتكم فأنتم الفئة الغالبة والمحركة لعجلة التنمية وتحقيق كامل الرؤية.

ختاماً :

“الفرقُ شاسع بين من علت همته وحملَ نبراس العلم, وبين من يحمل الأسفار لا يفقهُ من ثقلها شيء”.

 

 

أشواق السعيد

 

 

مقالات سابقة للكاتب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *