أعلنت مؤسسة حديقة الملك سلمان، إطلاق صندوق التطوير العقاري لحديقة الملك سلمان، الذي سيُعنى بتطوير أول قطعة أرض استثمارية عقارية داخل حدود الحديقة، ويشكّل الصندوق -بآلية عمله- نموذجًا فريدًا للتعاون ما بين القطاعين العام والخاص؛ حيث سيقوم الأخير بإدارة الصندوق وتمويله بالكامل.
وفي ظل هذه الشراكة الأولى من نوعها على مستوى القطاعين العام والخاص، ستعمل “شركة حديقة الملك سلمان للاستثمار والتطوير العقاري” مطورًا رئيسيًّا؛ فيما ستعمل “شركة السعودي الفرنسي كابيتال” مديرًا للصندوق، وستعمل شركة “نايف الراجحي الاستثمارية” مطورًا عقاريًّا ومستأجرًا رئيسيًّا للمشروع.
وتتميز هذه الشراكة بطابعها الفريد الذي يجمع بين الشركاء الرئيسين والهيكل الرأسمالي للصندوق؛ ليخلق عرضًا مبتكرًا للمخاطر والمكافآت لكل من أصحاب المصلحة في الأسهم والديون؛ مما يوازن العوائد الرأسمالية الطويلة والمتوقعة لمشروع حديقة الملك سلمان مع تدفق دخل ثابت ومنتظم على المدى القريب والبعيد.
وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة حديقة الملك سلمان “جورج تناسيفيتش”، أهمية هذه الشراكة الاستثمارية في تحقيق عوائد إيجابية، قائلًا: “إن إطلاق الصندوق الاستثماري هو انعكاس لجهودنا والتزامنا بإنشاء وجهة عالمية ستثري حياة أهل الرياض وزوارها وأجيالها القادمة، ونسعد اليوم بالتعاون مع شركائنا في تحقيق رؤيتنا الطموحة، وإننا على ثقة في قدرة الحديقة على تحقيق الأثر الإيجابي وجذب المزيد من الفرص الواعدة لمدينة الرياض؛ مما سيسهم في نمو المنطقة وتحقيق رؤية السعودية 2030”.
وسيقوم الصندوق الاستثماري المبتكر بتطوير أول منطقة استثمارية عقارية في حديقة الملك سلمان، التي تغطي مساحة تزيد على 290 ألف م2 وتقع ضمن المنطقة الأولى من المرحلة الأولى في الحديقة، يحدها مركز الزوار غربًا، والمجمع الملكي للفنون جنوبًا، وطريق الملك عبدالعزيز شرقًا.
وصرّح الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة “شركة السعودي الفرنسي كابيتال” سلام الخنيزي: “نحن سعداء بأن نكون جزءًا من مشروع حديقة الملك سلمان من خلال إطلاق هذا الصندوق، عبر تنظيم وهيكلة الشراكات الفريدة التي أنشئت إلى جانب شركة حديقة الملك سلمان للاستثمار والتطوير العقاري ومجموعة نايف الراجحي الاستثمارية، ونأمل أن نقدم نموذجًا رائدًا حول كيفية عمل الشراكات بين القطاعين العام والخاص بشكل مربح وفعال للجميع في تنفيذ وإدارة مشروع ضخم واستثنائي مثل حديقة الملك سلمان”.
من جهته قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة نايف الراجحي الاستثمارية نايف صالح الراجحي: “يشرفنا اختيارنا للعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا على تطوير أول قطعة استثمارية عقارية داخل حديقة الملك سلمان، ولدينا الثقة الكاملة في نجاح هذا المشروع على المدى الطويل، نظرًا لرؤيتنا وقيمنا المشتركة مع شركائنا، التي تنبثق من إيماننا والتزامنا بتحقيق رؤية المملكة 2030، وتتجسد في أدق تفاصيل عملنا على هذا المشروع بدءًا من التصميم والهندسة المعمارية وصولًا إلى التنفيذ”.
بدوره بيّن المدير التنفيذي للاستثمار واستقطاب الشراكات في مؤسسة حديقة الملك سلمان فواز المالك، أن صندوق الاستثمار الجديد والمبتكر سيوفر فرصة واعدة للمستثمرين للمشاركة في مشروع حديقة الملك سلمان، التي ستحقق عوائد جذابة لمستثمرينا والاستدامة المالية للمشروع، بالإضافة إلى التأثير الاجتماعي والاقتصادي الإيجابي على الرياض والمملكة العربية السعودية، واليوم نحتفل بهذا التعاون ونتطلع إلى مستقبل مشرق لحديقة الملك سلمان.
يشار إلى أن الصندوق الاستثماري المرخص متوافق مع الشريعة الإسلامية، وتم تسجيله بموجب لوائح هيئة السوق المالية السعودية، وهو الأول من نوعه للشراكة بين القطاعين العام والخاص، وبقيمة إجمالية تبلغ حوالى 4 مليارات ريال سعودي، ويُعَد المشروع تطويرًا عقاريًّا متعدد الاستخدامات يضم أكثر من 1500 وحدة سكنية، تتنوع ما بين بين شقق وفلل مصممة وفق مبادئ الطراز السلماني وبإطلالة على الحديقة، وبمساحة إجمالية تبلغ 140 ألف متر مربع مخصصة للمساحات الفندقية، وقطاع البيع بالتجزئة، ومجمعات للمباني المكتبية ومدرسة، والعديد من المرافق الخدمية والتعليمية والصحية والرياضية والترفيهية والاجتماعية.
كما ستتميز المساحات المكتبية بأعلى مستويات الجودة المركزية والمرونة؛ حيث إنها مترابطة مع المناطق السكنية، وستلبي احتياجات المستأجرين من رجال الأعمال، إضافة لتلبية احتياجات زوار الحديقة، كما سيتم توزيع مساحات البيع بالتجزئة في مختلف الأنحاء لتغطي الاحتياجات الأساسية للمقيمين داخل الحديقة.
وتُعَد حديقة الملك سلمان إحدى المشاريع الأربعة الكبرى في مدينة الرياض، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 19 مارس 2019م، وتقع على مساحة 7.16 كيلومترًا مربعًا في مركز محوري في العاصمة؛ حيث ترتبط بعدد من الطرق الرئيسية، متصلةً بقطار الرياض ومحطات شبكة الحافلات؛ مما يسهل الوصول إليها، كما ستعزز الحديقة من مكانة الرياض عالميًّا لتصبح واحدة من بين “أفضل المدن ملاءمة للعيش في العالم”، وتعد حديقة الملك سلمان واحدة من مشاريع التجديد الحضري الأكثر طموحًا في العالم؛ حيث تجمع بشكل متناغم بين الناس والطبيعة والمدينة، واحة خضراء في قلب مدينة الرياض، ويدعم المشروع أهداف رؤية السعودية 2030 لخلق مجتمع حيوي وصحي.
وإلى جانب المناطق الخضراء الممتدة التي تشكل النصيب الأكبر من مساحتها؛ ستضمّ حديقة الملك سلمان مجموعة واسعة من مناطق الجذب، والأنشطة، والمراكز التجارية، ودور ضيافة، ومواقع متعددة لممارسة المشي ومختلف الرياضات، والاستمتاع بالمعالم المائية والفنية، أبرزها المجمع الملكي للفنون ومركز الزوار ومتاحف متنوعة في شتى المجالات، لتغير بذلك من أسلوب الحدائق التقليدي المعتاد في المنطقة.
وبهذه الخيارات المتعددة وغيرها من المزايا؛ ستصبح حديقة الملك سلمان وجهة مميزة للمواطن والمقيم والسائح؛ لما توفره من نمط عيش جديد يعزز من جودة الحياة، ويمكّن مرتاديها من اكتشاف تجارب حية وعيش لحظات لا تنسى.